من أشرف صديق
القاهرة (رويترز) - لم يعتمد إلمو نوجانين على الاخراج الضخم للمعارك في فيلمه (1944) بل ركز على جانبين من الصراع احدهما بين اخوين يحارب كل منهما في صفوف احد معسكري الحرب والاخر صراع داخلي لدى كل منهما حول عبثية القتال.
ويتناول الفيلم ويلات ومعاناة شعب استونيا اثناء الحرب العالمية الثانية عندما انقسم ابناء البلد الاوروبي بين جنود الجيش الاحمر وجنود النازي.
ويعرض مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته السابعة والثلاثين الفيلم الاستوني ضمن مسابقته للافلام الدولية.
ورغم مشاهد القتل والدمار استطاع المخرج في بعض الاحيان ان يقدم جانبا ساخرا لتفاصيل دقيقة في حياة مجموعة من الجنود الاستونيين اثار ضحكات مشاهدي الفيلم لدى عرضه يوم السبت بدار الاوبرا المصرية حيث تقام فعاليات المهرجان.
لكن سرعان ما يطغى الجانب الدرامي ليسكت المشاهدين عندما يقتل احد الجنود وعندما يحاول احدهم انقاذ طفلة كادت ان تموت تحت وابل قصف طائرة حربية.
ويعبر النص السينمائي عن الصراع الداخلي للجنود في صورة مونولوجات داخلية لا تنتهي لتقدم وجهات نظر متباينة حول الحرب وجدواها. لكنها تتشابه في المعاناة والندم والالم لفراق الاهل والاصدقاء.
وتزيد المأساة عند هؤلاء الذين لم تترك لهم الحرب اي احساس بنصر أو هزيمة فما قام به جميعهم هو قتل بعضهم البعض في حرب عبثية دارت بالوكالة في بلدهم الصغير.
وعندما تنتهي الحرب ويذهب الجميع ليضمد جراحه ويعيد البناء تظل استونيا حبيسة الحكم السوفيتي حتى انهياره عام 1991.
وكاتب الفيلم ليو كوناس هو ضابط سابق في الجيش الاستوني استطاع بناء على معرفته الواسعة باحداث هذه الحقبة ان يقدم للمشاهد العالمي واحدة من اقسى مآسي الحرب العالمية الثانية.
ويعرض في المسابقة الدولية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي 16 فيلما من بلدان بينها فرنسا وايسلندا والدنمرك وكراوتيا والولايات المتحدة.
ويستمر المهرجان حتى 20 نوفمبر تشرين الثاني الجاري.