💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

قرار ترامب يحطم أحلام أسرة عراقية مسافرة إلى الولايات المتحدة

تم النشر 29/01/2017, 18:34
© Reuters. قرار ترامب يحطم أحلام أسرة عراقية مسافرة إلى الولايات المتحدة

من أروى جاب الله وايريك كنكت ومايكل جورجي

القاهرة/اربيل (العراق) (رويترز) - انتظر فؤاد سليمان وأسرته عامين للحصول على تأشيرة للاستقرار في الولايات المتحدة فباعت الأسرة بيتها وترك أفرادها أشغالهم ومدارسهم في العراق قبل أن يبدأوا يوم السبت رحلتهم لبدء حياة جديدة اعتبروها مكافأة لهم على العمل لحساب مؤسسات أمريكية.

لكن سليمان وزوجته وأولادهم الثلاثة منعوا يوم السبت من ركوب الطائرة التي ستنقلهم من مطار القاهرة إلى نيويورك. فقد أصبحوا فجأة ضحايا للحظر الجديد الذي فرضه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على سفر مواطني سبع دول غالبية سكانها من المسلمين إلى الولايات المتحدة.

صودرت جوازات سفر الأسرة المذهولة واحتجز أفرادها في مطار القاهرة أثناء الليل وأجبروا على ركوب طائرة عائدة إلى مدينة أربيل في شمال العراق صباح يوم الأحد.

وقال سليمان لرويترز هاتفيا من مطار القاهرة "عوملنا وكأننا تجار مخدرات ورافقنا ضباط الترحيل."

وأضاف "أشعر بأنني أخطأت في حق زوجتي وأولادي. أشعر وكأنني السبب فيما أصابهم من فزع."

وفي أشد قرارات ترامب تأثيرا منذ توليه السلطة قبل أسبوع وقع الرئيس يوم الجمعة أمرا بتعليق دخول مواطني إيران والعراق وليبيا والصومال والسودان وسوريا واليمن لمدة 90 يوما على الأقل. وقال إن ذلك سيسهم في تأمين الولايات المتحدة من الإرهابيين.

وبدأ سريان الحظر على الفور مما أحدث حالة من الفوضى والارتباك للراغبين في السفر ممن يحملون جوازات سفر من الدول السبع.

ووصل سليمان وأسرته إلى مطار أربيل الدولي في حالة معنوية سيئة وهو يتعجب من توقيع ترامب وثيقة دمرت أحلامه في لحظة رغم أن كل أوراقه سليمة.

وشبه سليمان قرار ترامب بدكتاتورية الرئيس العراق السابق صدام حسين.

وقال "أعتقد أنه خطأ فظيع في الولايات المتحدة. خطأ فظيع في تاريخ الولايات المتحدة. كنت أحسب أن أمريكا مؤسسة وديمقراطية."

وأضاف "أرى فيه استبدادا أن يوقع أحد ويسري المفعول على الفور. ما معنى هذا؟ هذا أشبه بقرارات صدام حسين. نعم. دون الرجوع للكونجرس. لا أفهم."

وقال سليمان إنه كان يعمل بشركة للمستحضرات الطبية قبل أن يغادر العراق لكنه عمل في مشروعات تمولها مؤسسات أمريكية مثل إدارة المساعدات الأمريكية في السنوات التي أعقبت اجتياح العراق واحتلاله.

وتقدمت الأسرة بطلب للحصول على تأشيرة دخول للولايات المتحدة في سبتمبر أيلول عام 2014 مع تدهور الأوضاع الأمنية في العراق وسيطرة مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية على مساحات كبيرة من البلاد وارتكاب عمليات قتل جماعية.

وكان عمل سليمان مع الولايات المتحدة سببا في جعله عرضة بصفة خاصة لهجمات من يعتبرونه خائنا.

وقال سليمان "أنا محطم. لقد تحطمت تماما. لا أفهم كيف يكافئ الناس الذين ساعدوه. لا أفهم ذلك. عندما كنا نعمل معهم عرضنا حياتنا حياتي وحياة أسرتي للخطر."

وأضاف "وكنا هدفا سهلا للغاية كل يوم للجماعات الإرهابية. فكل من يعمل مع الأمريكيين يعتبر كافرا."

جازفوا بحياتهم

تقدم سليمان بطلب للهجرة عن طريق برنامج يعرف باسم تأشيرة الهجرة الخاصة التي أنشأها نواب أمريكيون لمساعدة عشرات الآلاف من العراقيين الذين جازفوا بحياتهم في مساعدة الأمريكيين بعد الغزو عام 2003.

وقد استقر سبعة آلاف عراقي على الأقل - كثير منهم مترجمون عملوا مع الجيش الأمريكي - في الولايات المتحدة بموجب التأشيرة الخاصة منذ عام 2008 كما تظهر بيانات وزارة الخارجية أنه يجري النظر في حالات نحو 500 آخرين.

وقال المشروع الدولي لمساعدة اللاجئين إن هناك 58 ألف عراقي آخرين ينتظرون مقابلات بموجب البرنامج المباشر للعراقيين الذين تربطهم صلات بالولايات المتحدة.

وقالت منى فتوح صديقة سليمان إنها عملت في مشروع للحكومة المحلية والمجتمع المدني بإدارة المساعدات الامريكية عام 2014. وقالت فتوح ولديها إقامة بالولايات المتحدة إنها أوصت سليمان بالتقدم بطلب بموجب برنامج التأشيرة الخاصة.

وكان من المقرر في الأصل أن تسافر الأسرة في الأول من فبراير شباط المقبل لكنها قررت التعجيل بالسفر بعد أن تسربت أنباء عن خطة ترامب لفرض قيود جديدة على الهجرة. غير أنها تحركت بعد فوات الأوان.

وقال سليمان "خطتي كانت السفر إلى ناشفيل في تينيسي. فلدي أصدقاء هناك. وقد رتبت معهم وكانوا يعدون بيتا ووجدوا بيتا لي ووظائف."

وأضاف "أحلام كثيرة. نعم... ماليا كلفتني هذه الرحلة خمسة آلاف دولار ذهبت كلها أدراج الرياح."

وقال سليمان وهو أب لبنتين وولد إن الأسرة ما زالت في حالة صدمة ولا تعرف ما الخطوة التي يجب أن تتخذها بعد ذلك. وستقيم الأسرة بصفة مؤقتة عند شقيق سليمان في أربيل.

وتابع "لا أعرف. ربما أرسل رسالة بالبريد الإلكتروني إلى السفارة الأمريكية في بغداد أطلب فيها تفسيرا."

وسئل إن كان يخشى على حياته لعودته إلى العراق فقال "ربما كان ذلك أقل خطرا في ضوء التراجع النسبي لنفوذ الدولة الاسلامية في الموصل لكن خلال سنوات عملي كانت حياتي وحياة أسرتي دائما في خطر وأنا الآن معرض لخطر التهديد في أي لحظة. فلا توجد ضمانات."

ومن أكبر التحديات التي تواجه سليمان شرح الوضع الحالي لأولاده.

وقال "ابنتي الصغيرة تظل تسألني كل يوم عن موعد ذهابنا لأمريكا وقد حاولت أن أفسر لها أن هناك تجميدا للوضع لمدة شهر وهي تعد الأيام."

© Reuters. قرار ترامب يحطم أحلام أسرة عراقية مسافرة إلى الولايات المتحدة

وتسأل البنت "أوكي. سينتهي التجميد في ذلك التاريخ وسنذهب في اليوم التالي أليس كذلك يا أبي؟"

(إعداد منير البويطي للنشرة العربية - تحرير أحمد إلهامي)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.