دبي (رويترز) - تحتشد قوات للحكومة اليمنية وحلفائها العرب إلى الشمال والجنوب من ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الحوثيون على البحر الأحمر رغم تحذيرات من الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة من أن عملية عسكرية ستضع ملايين المدنيين في خطر.
ويسيطر الحوثيون المتحالفون مع إيران على محافظة وميناء الحديدة الذي يدخل منه 70 بالمئة من الامدادات الغذائية والمساعدات الإنسانية لليمن.
وتعصف بالبلاد حرب أهلية منذ أكثر من عامين بين الحوثيين وحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المدعومة من تحالف عربي تقوده السعودية. وقتل أكثر من عشرة آلاف شخص في الصراع الذي تسبب في انتشار الجوع.
وقال مسؤولون محليون إن حكومة هادي التي تبني على مكاسب حققتها مؤخرا منها السيطرة على ميناء المخا لتصدير البن في فبراير شباط حشدت لواءين جرى تدريبهما مؤخرا أحدهما يتمركز في منطقة ميدي على بعد 230 كيلومترا إلى الشمال من الحديدة قرب الحدود مع السعودية والآخر خارج الخوخة على بعد نحو 130 كيلومترا إلى الجنوب من المدينة.
وستحتاج القوات الحكومية لعبور مناطق واسعة يسيطر عليها الحوثيون من كلا الجانبين مع استمرار سيطرة الجماعة على معظم المناطق المأهولة في غرب اليمن بما في ذلك العاصمة صنعاء والمناطق المحيطة بالمدينة الساحلية.
وقال محسن خصروف مدير التوجيه المعنوي بوزارة الدفاع اليمنية لرويترز "بعد أن رفضت الأمم المتحدة طلب الحكومة المسنود بالتحالف للإشراف على الميناء لضمان ألا يستخدم لتهريب الأسلحة للحوثيين أصبح لزاما إنهاء سيطرة هؤلاء عليه."
وأضاف قائلا "القرار السياسي لتحرير الحديدة اتخذ والاستعدادات العسكرية اكتملت ولم يتبق إلا انتظار ساعة الصفر لتحرير الحديدة."
* تأثير كارثي
على الجانب الآخر يجهز الحوثيون أيضا دفاعاتهم.
وقال العقيد عزيز راشد نائب المتحدث باسم القوات الموالية للحوثيين "هناك عشرات الآلاف من المقاتلين من أبناء القبائل لبوا دعوة عبدالملك الحوثي وتوجهوا إلى الساحل الغربي وإنهم بالمرصاد للعدوان ومن معه."
وتقول الأمم المتحدة إن إمدادات الغذاء انخفضت بأكثر من النصف وإن نحو 3.3 مليون شخص بينهم 2.1 مليون طفل يعانون من سوء تغذية حاد.
وقالت مصادر بالحكومة اليمنية إن التحالف العربي ربما لا يزال ينتظر ضوءا أخضر من حلفائه الغربيين لشن هجوم الحديدة.
ولم يتضح هل ستوافق إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على العملية العسكرية. وكان سلفه باراك أوباما قلقا بشأن أي عملية ترتبط بالميناء ورفض في العام السابق مقترحا لمساعدة الحلفاء الخليجيين في حملة للسيطرة عليه.
واتهم التحالف الذي تقوده السعودية الحوثيين باستغلال الميناء في تهريب أسلحة وذخيرة ويدعو الأمم المتحدة لنشر مراقبين في الميناء الذي تضرر من ضربات التحالف الجوية. ونفى الحوثيون هذه المزاعم.
وتفتش الأمم المتحدة السفن المتجهة للحديدة في جيبوتي أثناء مرورها من مضيق باب المندب لكن حكومة هادي تقول إن المنظومة بها عيوب.
وتقول الأمم المتحدة إن الضربات الجوية للتحالف أعاقت العمليات الإنسانية لاستيراد الغذاء والوقود. ودمرت خمس روافع بالميناء مما أجبر العشرات من السفن على الانتظار في عرض البحر حتى يأتي عليها الدور لتفريغ حمولتها.
وقالت لجنة الإنقاذ الدولية إن أي هجوم يستهدف الميناء سيعطل منشآته وسيكون له "تأثير كارثي على شعب اليمن."
(إعداد معاذ عبد العزيز للنشرة العربية - تحرير وجدي الالفي)