من ديفيد برانستروم وجريج تورودي
سنغافورة (رويترز) - صعدت الولايات المتحدة ضغوطها على الصين يوم السبت لكبح أنشطتها في بحر الصين الجنوبي مع تأكيد وزير الدفاع الأمريكي على التفوق العسكري لواشنطن وتعهده بأن الولايات المتحدة ستظل الضامن الرئيسي للأمن الإقليمي في آسيا لعقود قادمة.
وقال وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر إن نهج الولايات المتحدة تجاه منطقة آسيا والمحيط الهادي لا يزال "الالتزام والقوة والدمج" لكنه حذر الصين أيضا من انتهاج أي سلوك استفزازي في بحر الصين الجنوبي.
وقال كارتر إن أي تحرك من الصين للمطالبة بأراض في رصيف سكاربرا المرجاني - وهي منطقة بارزة على سطح البحر المتنازع عليه - سيكون لها عواقب.
وأضاف كارتر أمام منتدى للأمن الإقليمي في سنغافورة "أتمنى ألا يحدث مثل هذا التطور لأنه سيتسبب في رد من الولايات المتحدة... ومن دول أخرى في المنطقة وهو ما سيؤدي ليس فقط إلى زيادة التوترات في المنطقة بل أيضا إلى عزل الصين."
وقال "ستبقى الولايات المتحدة صاحبة أقوى جيش وضامنة الأمن في المنطقة لعقود قادمة ويجب ألا يكون هناك شك في ذلك."
وقال الأميرال هاري هاريس قائد القيادة الأمريكية في المحيط الهادي للصحفيين في المنتدى إن واشنطن تحتاج للعمل من موقع القوة ضد "كل الاحتمالات".
وقال "الأمر بوضوح هو أننا نريد أن نتعاون أينما استطعنا لكننا يجب أن نكون مستعدين كجيش لمواجهتهم إذا ما اضطررنا لذلك."
لكن كارتر قال إنه سيرحب بمشاركة الصين في "شبكة أمنية تحكمها ضوابط" لآسيا.
وقال إن "على الساسة والزعماء الذين يفكرون في المستقبل... أن يتحدوا لضمان مستقبل إيجابي تحكمه ضوابط" وأضاف أن الشبكة الأمنية التي يتصورها تمثل "الموجة التالية من أمن منطقة آسيا والمحيط الهادي" ويمكن أن تساعد أيضا في الحماية من "تحركات روسيا المثيرة للقلق" والتأثير الاستراتيجي المتزايد للتغير المناخي.
وقال نائب رئيس الوفد الصيني للمنتدى إن أي محاولات من الولايات المتحدة لعزل الصين ستبوء بالفشل.
وقال الأميرال قوان يو في للصحفيين "هذا وقت التعاون والأمن المشترك... تحيز الولايات المتحدة لطرف بعينه لا يحظى بموافقة العديد من الدول. نأمل في أن تستمع الولايات المتحدة أيضا لدول أخرى."
*مخاوف إقليمية
قال قادة آسيويون آخرون إن الموقف في بحر الصين الجنوبي مثير للقلق في أنحاء المنطقة.
وقال وزير الدفاع الهندي مانوهار باريكار للمنتدى "كل الدول في المنطقة تحتاج لإدراك أن السلوك العدائي أو التصرفات الأحادية من أي دولة منا ستعرض للخطر الازدهار الذي نتشاركه ومعدل النمو الذي تمتعت به المنطقة على مدى العقود الماضية."
من جهته قال وزير الدفاع الياباني جين ناكاتاني إن طوكيو ستساعد دول جنوب شرق آسيا على بناء قدراتها الأمنية للتعامل مع ما وصفها بالتحركات الأحادية والخطيرة التي تنطوي على إكراه في بحر الصين الجنوبي.
وأضاف "نشهد في بحر الصين الجنوبي ردما سريعا وعلى نطاق واسع للمياه وبناء مواقع واستخدامها لأغراض عسكرية... ليس هناك من دولة يمكن أن تعتبر نفسها خارج هذه القضية."
وتمر تجارة عالمية يبلغ حجمها تريليونات الدولارات سنويا في بحر الصين الجنوبي الذي يضم موارد للنفط والغاز ومصايد للأسماك. وبجانب الصين لدى كل من فيتنام والفلبين وماليزيا وبروناي وتايوان مطالبات في المنطقة وأدى تصاعد التوتر بشأن ذلك النزاع إلى زيادة حادة في الإنفاق الأمني في المنطقة.
وقال وزير الدفاع الماليزي هشام الدين حسين "التشكك بشأن المسار المستقبلي الذي تعتزم الصين انتهاجه في المنطقة هو السبب الرئيسي للقلق من نشوب منافسة عسكرية محتملة الآن أو في المستقبل."
وقال كارتر إن بعض المحللين توقعوا لعقود انسحابا أمريكيا وشيكا من المنطقة لكن ذلك لن يحدث.
وقال "هذا لأن هذه المنطقة التي تضم ما يقرب من نصف سكان العالم ونحو نصف الاقتصاد العالمي تبقى الأكثر أهمية لأمن أمريكا وازدهارها."
(إعداد سلمى محمد للنشرة العربية - تحرير علا شوقي)