لندن، 10 سبتمبر/أيلول (إفي): ناشد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اليوم الأربعاء الاسكتلنديين بعدم التسبب في تقسيم بريطانيا بدعم خيار الاستقلال، وحذر في الوقت نفسه من أن التصويت لصالح الانشقاق سيكون بمثابة "قفز نحو الظلام".
وطالب كاميرون في مقال نشر اليوم في صحيفة (ديلي ميل) البريطانية، الاسكتلنديين بالتصويت في الاستفتاء الذي سيجرى في 18 سبتمبر/أيلول الجاري لصالح "البقاء" مع بريطانيا.
وأكد رئيس حكومة لندن أن العالم ينظر بـ"إعجاب وغبطة" للإنجازات التي تمكنت بريطانيا من تحقيقها، مثل الخدمة الوطنية للصحة ونظام التقاعد الحكومي.
وتابع: "بريطانيا بلد عزيز وخاص، وهذا هو مناط الحديث، لا نريد لهذه الأسرة المكونة من عدة أمم أن تنفصل".
وقال كاميرون إنه من الممكن أن يتم الحصول على مستقبل أفضل لو بقيت اسكتلندا مع بريطانيا، ولكنه حذر من أن الانفصال حال حدوثه سيكون "للأبد".
ودافع أيضا عن الحملة التي تم إطلاقها بواسطة المعسكر المؤيد للوحدة والمكون من الأحزاب البريطانية الرئيسية، لدى تأكيده أنه بات من الواضح ما يتم المخاطرة به، كما انتقد حملة رئيس الوزراء الاسكتلندي الكس سالموند، مؤكدا أنها تطرح فقط تساؤلات حول مستقبل اسكتلندا.
وأضاف: "التصويت بلا لا يعني تعزيز الوضع الراهن، ولا يعني أنه لن يكون هناك تغييرات، وإنما يعني أنه سيكون هناك حكم ذاتي أكثر من أجل اسكتلندا".
وتابع بأن "الأمر لا يعني أن اسكتلندا سوف تكون في مواجهة مع باقي بريطانيا، وإنما يعني وجود وجهتي نظر تتنافسان من أجل مستقبل اسكتلندا".
ويشارك في الاستفتاء كل من يعيشون في اسكتلندا وتزيد أعمارهم عن 16 عاما.
وزاد معسكر "لا" خلال الاسبوع الجاري من وتيرة حملته بعد أن كشف استطلاع للرأي نشر الأحد الماضي في (صندي تايمز) المحلية عن احتمال فوز معسكر "نعم" في الاستفتاء المرتقب.
ووفقا لهذا الاستطلاع فإن مؤيدي الإنفصال بلغت نسبتهم 51% مقابل 49% لمعارضي استقلال اسكتلندا.
وحيال هذه الأوضاع، أعلن كاميرون ونائبه الليبرالي الديمقراطي نيك كليج، وزعيم المعارضة التابع لحزب العمال إد ميليباند، عن عدم مشاركتهم اليوم في الجلسة البرلمانية التي ستشهد توجيه أسئلة لرئيس الوزراء، نظرا لسفره إلى اسكتلندا قبل أيام من استفتاء استقلالها عن بريطانيا.
وبرر القادة الثلاثة في بيان مشترك هذا الإجراء غير الاعتيادي لرغبتهم في التحدث مع الاسكتلنديين، في محاولة أخيرة كي تظل هذه المنطقة تابعة للتاج البريطاني.
وسيقوم الزعماء الثلاثة اليوم بحملة في اسكتلندا ولكن بشكل منفصل وفي مناطق مختلفة، بهدف البحث عن دعم لمعسكر الوحدة وإزاء القلق الواضح للأحزاب البريطانية حيال إمكانية فوز أنصار الاستقلال.
ويحدد الاسكتلنديون في ذلك اليوم ما إذا كان بلدهم، الذي يزيد عدد سكانه قليلا على الخمسة ملايين نسمة، سيستمر في ارتباطه مع بريطانيا من خلال ما يعرف باسم قانون الاتحاد مع إنجلترا الساري منذ عام 1707 أم سينفصل عنها. (إفي)