من جاك كيم وجو-مين باك
سول (رويترز) - قال مراقبون يوم الاثنين إن التجربة الناجحة على ما يبدو التي أجرتها كوريا الشمالية بإطلاق صاروخ يتراوح مداه من المتوسط إلى البعيد تشير إلى تقدم ملحوظ في مساعيها تجاه تطوير صاروخ باليستي عابر للقارات الأمر الذي يثير قلق شبه الجزيرة الكورية والولايات المتحدة.
وقالت كوريا الشمالية اليوم إنها أجرت بنجاح يوم الأحد تجربة لإطلاق صاروخ تم تطويره حديثا يتراوح مداه من المتوسط إلى البعيد تحت إشراف الزعيم كيم جونج أون بهدف التأكد من القدرة على حمل "رأس حربي نووي ثقيل كبير الحجم".
وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية إن كيم اتهم الولايات المتحدة "بترهيب" الدول التي "لا تملك أسلحة نووية" ونبه واشنطن إلى ضرورة عدم إساءة تقدير حقيقة أن برها الرئيسي يقع في مرمى ضربات كوريا الشمالية.
إلا أن القيادة العسكرية الأمريكية في المحيط الهادي قالت يوم الأحد إن نوع الصاروخ الذي جرى إطلاقه "لا ينطبق" على صاروخ باليستي عابر للقارات. وقلل الجيش الكوري الجنوبي من شأن مزاعم الشطر الكوري الشمالي بإحراز تقدم تقني فيما يتعلق بإعادة دخول الغلاف الجوي.
وقال روه جي-تشيون المتحدث باسم مكتب هيئة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية "نعتقد أن هذا الاحتمال ضعيف".
وسقط الصاروخ في البحر قرب روسيا يوم الأحد في عملية إطلاق وصفتها واشنطن بأنها رسالة إلى كوريا الجنوبية بعد أيام من تولي رئيسها الجديد مون جيه-إن السلطة متعهدا بالدخول في حوار مع بيونجيانج.
ورد مون يوم الاثنين بإرسال مبعوث خاص لكل من الولايات المتحدة والصين واليابان وروسيا وألمانيا لتوضيح خطط وسياسات الحكومة الجديدة لكوريا الجنوبية تجاه كوريا الشمالية.
وتعمل كوريا الشمالية على تطوير صاروخ قادر على حمل رأس نووي يمكن أن يصل مداه إلى الولايات المتحدة أي نحو ثمانية آلاف كيلومتر مما يمثل بالنسبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب أكبر قضاياه الأمنية إلحاحا.
وقال ترامب الشهر الماضي إن صراعا كبيرا مع كوريا الشمالية أمر محتمل إلا أنه يفضل حلا دبلوماسيا. ولكنه تعهد بمنع كوريا الشمالية من امتلاك القدرة على إصابة الولايات المتحدة بصاروخ نووي وهي قدرة يقول خبراء إن بيونجيانج قد تبلغها بعد عام 2020.
وقال محللون إن أحدث تجربة صاروخية تشير إلى أن كوريا الشمالية اتخذت خطوة في سبيل تحقيق ذلك.
وقالت وكالة الأنباء الكورية المركزية إن الصاروخ الجديد (هواسونج-12) أُطلق بأعلى زواية حتى لا يؤثر على أمن الدول المجاورة وانطلق لمسافة 787 كيلومترا بعد وصوله إلى ارتفاع 2111 كيلومترا.
وتتماشى هذه التفاصيل بشكل كبير مع تقييم كوريا الجنوبية واليابان وتشير إلى أن الصاروخ وصل إلى ارتفاع أعلى وطار مسافة أطول من الصاروخ متوسط المدى الذي أطلقته بيونجيانج من نفس المنطقة في شمال غرب كوريا الشمالية في فبراير شباط.
* "تقدم ملموس"
يحظر على كوريا الشمالية وفق قرارات الأمم المتحدة تطوير برامج صاروخية ونووية إلا أنها أجرت خامس تجاربها النووية وسلسلة من التجارب الصاروخية منذ بداية العام الماضي.
وقال دبلوماسيون إن من المقرر أن يجتمع مجلس الأمن الدولي يوم الثلاثاء لبحث التجربة الصاروخية الكورية الشمالية بناء على طلب الولايات المتحدة وحليفتيها كوريا الجنوبية واليابان.
وقال خبراء إن الصاروخ الذي أُطلق يوم الأحد كان يمكن أن يصل مداه إلى أربعة آلاف كيلومتر على الأقل إذا جرى إطلاقه بمسار معياري.
وقال موقع (38 نورث) الإلكتروني للمراقبة إن هذا يمثل "مستوى أداء لم يشهده من قبل للصواريخ الكورية الشمالية".
وتابع قائلا في تحليل "يبدو أنه لم يُظهر فقط صاروخا باليستيا متوسط المدى قد يتيح لهم ضرب القاعدة الأمريكية في جوام ولكن الأهم إنه قد يمثل تقدما ملموسا تجاه تطوير صاروخ باليستي عابر للقارات".
وخصصت صحيفة رودونج سينمون الكورية الشمالية الرسمية نصف صفحاتها الست في عدد يوم الاثنين لتغطية التجربة الصاروخية ونشرت صورا لعملية الإطلاق وللزعيم الكوري كيم جونج أون وهو يحتفل مبتهجا مع القادة العسكريين.
(إعداد علا شوقي للنشرة العربية - تحرير نادية الجويلي)