بروكسل (رويترز) - شدّد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم الاثنين على أهمية "ألا يفقد أحد اتزانه" بينما يتخبط الاتحاد الأوروبي وبريطانيا في مواجهة عواقب الاستفتاء الذي خرجت بموجبه لندن من التكتل.
وتهاوت أسعار الأسهم عالميا بعد تصويت بريطانيا في الأسبوع الماضي على الخروج من الاتحاد الأوروبي التي سددت بخطوتها ضربة لم يسبق لها مثيل للنظام القائم منذ الحرب العالمية الثانية في أوروبا وتسببت بانهيارات سياسية داخلية وسط الفوضى السائدة في حزبي المحافظين والعمال.
وأعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون نيته التنحي عن منصبه بحلول أكتوبر تشرين الأول حتى اختيار حزب المحافظين بديلا له في مؤتمره العام حينها. وقال إنه يعهد لخلفه إدارة عملية الخروج الرسمية مما يترك مسائل مثل استراتيجية الخروج الشاملة والجدول الزمني لها وحتى اسم زعيم البلاد المستقبلي عالقة.
وقال كيري "يتحتم على القادة حاليا أن ينصاعوا لرغبة الشعب وأن يفعلوا هذا بطريقة مسؤولة ودقيقة ومدروسة وآمل أن تكون استراتيجية."
وأضاف "إن الولايات المتحدة معنية بأن يكون الاتحاد الأوروبي قويا."
ومضى بالقول "من الأساسي أن نحافظ على تركيزنا وألا يفقد أحد اتزانه خلال هذه المرحلة الانتقالية وألا نفشل لعدم استعدادنا لمواجهة الأمور وألا يبدأ أحد بالتصرف بنزق وبنية انتقامية."
وكان كيري يدلي بتصريحاته خلال مؤتمر صحفي وإلى جانبه مفوضية الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية فيدريكا موجيريني خلال زيارة قصيرة إلى بروكسل قبل التوجه إلى لندن للقاء القادة هناك.
وقال كيري "في الوقت عينه ستحافظ الولايات لمتحدة على علاقتها المميزة والقوية مع بريطانيا."
ودعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما شخصيا الناخبين البريطانيين قبل الاستفتاء للبقاء في الاتحاد الأوروبي لكن واشنطن أعلنت احترامها لنتيجته.
الأمن
والتقى كيري في بروكسل الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج في وقت سابق من اليوم الاثنين وشدد على أهمية وجود التحالف العسكري في وجه التصويت البريطاني.
وقال كيري عن مؤتمر الحلف المزمع عقده في وارسو في الثامن والتاسع من يوليو تموز "توقعاتنا عالية حيال اجتماع حلف شمال الأطلسي في أن يكون مؤثرا جدا ويتمخض عن نتائج هامة وهذا لن يتغير مقدار ذرة نتيجة للتصويت الذي حصل."
ويتوقع أن يعلن الحلف تعزيز خاصرته الشرقية ردا على ضم روسيا لشبه حزيرة القرم من أوكرانيا في مارس آذار عام 2014 ودعمها للمجموعات الانفصالية التي تخوض معارك ضد القوات الحكومية في شرق البلاد منذ ذلك الحين.
وقال ستولتنبرج "بعد قرار المملكة المتحدة مغادرة الاتحاد الأوروبي اكتسب حلف شمال الأطلسي أهمية إضافية كمنبر للتعاون بين أوروبا وأمريكا الشمالية من جهة وكمنبر للتعاون الأمني والدفاعي بين حلفائه الأوروبيين من جهة أخرى."
(إعداد داليا نعمة للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)