واشنطن (رويترز) - شن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري هجوما مضادا حادا على منتقدي الاتفاق النووي مع إيران يوم الخميس وأبلغ المشرعين الأمريكيين المتشككين في جدواه بأنه سيكون ضربا من الخيال التفكير في أن الولايات المتحدة قد تتمكن ببساطة من "تدمير" المعرفة التي تملكها ايران في المجال النووي.
وفي شهادة له أمام الكونجرس الأمريكي للمرة الأولى منذ إبرام الاتفاق النووي التاريخي بين القوى الست الكبرى وطهران في الأسبوع الماضي واجه كيري اتهامات من الجمهوريين بأنه قد "جُرد من كل شي" و"خُدع" على يد المفاوضين الإيرانيين.
وأكد كيري أن معارضي الاتفاق - الذي يكبح البرنامج النووي الايراني في مقابل تخفيف العقوبات الدولية - يقدمون في المقابل بديلا غير واقعي اعتبره "نوعا من الترتيب الخيالي الذي يشمل الإذعان الكامل لإيران".
وقال أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ "الحقيقة هي أن إيران تمتلك حاليا خبرة واسعة في تكنولوجيا دورة الوقود النووي. لا يمكننا تدمير تلك المعرفة."
وأضاف كيري أنه إذا رفض الكونجرس الاتفاق "فإن النتيجة ستكون تراجع الولايات المتحدة الأمريكية عن كل القيود التي حققناها وضوءا أخضر كبيرا لإيران لمضاعفة وتيرة تخصيب اليورانيوم."
وتابع "سنكون قد بددنا أفضل فرصة سنحت لنا لحل هذه المشكلة بالوسائل السلمية."
وجاء كلام كيري مع بداية فترة مراجعة تستمر 60 يوما يعلن الكونجرس في نهايتها ما اذا كان سيقبل الاتفاق أو يرفضه.
وفي مستهل الجلسة وجه رئيس اللجنة الجمهوري بوب كوركر انتقادا لاذعا لكيري على الشروط التي تضمنها الاتفاق.
وقال "لا يختلف عن نزيل فندق يغادره ولا يستره سوى برنس الحمام .. أعتقد أنه قد تم تجريدك من كل شيء."
ووبخ كوركر كيري ومسؤولين آخر بالإدارة الأمريكية على نهجهم في الدفاع عن الاتفاق بقولهم إن البديل الوحيد للاتفاق هو المزيد من الحروب في الشرق الأوسط معتبرا أن البديل الحقيقي هو اتفاق أفضل.
وانتقد ماركو روبيو عضو مجلس الشيوخ الجمهوري الرئيس الأمريكي باراك اوباما لابرامه "اتفاقا مروعا" معتبرا أن الاتفاق كافأ إيران على "سجلها الوحشي في مجال حقوق الإنسان".
وأضاف روبيو الذي يسعى للفوز بترشيح الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة "هذا اتفاق لا يمكن ضمان استمراره بعد الفترة الرئاسية الحالية."
وبموجب قانون وقعه أوباما في مايو أيار أمام الكونجرس حتى 17 من سبتمبر أيلول لإقرار أو رفض الاتفاق. ويسيطر الجمهوريون على الأغلبية في مجلسي الشيوخ والنواب.
وقال السناتور بن كاردين أكبر عضو ديمقراطي في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ إنه لم يقرر حتى الآن كيف سيصوت على الاتفاق النووي مع إيران لكنه أضاف أنه يشعر بأن المفاوضين الأمريكيين حققوا تقدما كبيرا.
وقال "أنجز مفاوضونا الكثير ... لاسيما على الصعيد النووي."
وفي ظل رفض الكثير من الجمهوريين للاتفاق الإيراني يحتاج أوباما لإقناع اكبر عدد ممكن من أعضاء الحزب الديمقراطي الذي ينتمي له بتأييده.
وأدلى كل من وزيري الخزانة جاك لو والطاقة إيرنست مونيز بشهادتيهما أمام اللجنة في إطار جهود إدارة أوباما لإقناع المشرعين والأمريكيين والحلفاء القلقين في الشرق الأوسط بالاتفاق.
ورد لو على انتقادات الجمهوريين بأن الاتفاق يرفع العقوبات بسرعة أكبر من اللازم بالقول إن الاتفاق النووي لن يمنع الولايات المتحدة من فرض عقوبات إضافية على طهران بسبب قضايا مثل انتهاكات حقوق الإنسان إذا شعرت واشنطن أن هذا ضروري.
وأعاد كيري التأكيد على التعهدات الأمريكية بتعزيز التنسيق الأمني مع إسرائيل في مسعى لطمأنتها وداعميها في الولايات المتحدة.
وقال كيري إن الاتفاق مع إيران ينطوي على "إمكانية حقيقية" للتغيير في منطقة الشرق الاوسط المضطربة لكنه اعترف بأنه "لا ينهي احتمال حدوث مواجهة مع إيران."