من أرشد محمد وكيوشي تاكيناكا
هيروشيما(اليابان) (رويترز) - قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم الاثنين إن متحف هيروشيما الذي يخلد ذكرى ضحايا الهجوم النووي الأمريكي على المدينة اليابانية عام 1945 "يقطع الأحشاء" وقال إن على الجميع بما في ذلك الرئيس الأمريكي باراك أوباما زيارته.
وصرح كيري الذي أصبح أول وزير خارجية للولايات المتحدة يزور المتحف التذكاري لضحايا قنبلة هيروشيما النووية التي ألقتها بلاده على اليابان بأن الرئيس الأمريكي يود أيضا السفر إلى المدينة لكنه لا يعرف ما إذا كان جدول أعماله المزدحم سيسمح له بذلك حين يزور اليابان للمشاركة في قمة لزعماء مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى في مايو أيار المقبل.
وزار كيري مع نظرائه من وزراء خارجية مجموعة السبع متحف هيروشيما التذكاري للسلام الذي يمتلئ بصور ضحايا الهجوم النووي الأمريكي الذين أصيبوا بحروق بالغة كما يعرض ملابسهم الممزقة والملطخة بالدماء إلى جانب تماثيل تذكارية تصف حالهم واللحم يذوب من أطرافهم.
وقام كيري بجولة في المتحف وقال "إنه عرض صادم. يقطع الأحشاء."
وأضاف في مؤتمر صحفي "إنه تذكرة بالمسؤولية الملقاة على كل من يعمل بالشأن العام... من أجل خلق عالم خالٍ من الأسلحة النووية."
وبعد الجولة التي قام بها كيري ونظراؤه من مجموعة السبع أصدروا بيانا يعيد التأكيد على التزامهم ببناء عالم خال من الأسلحة النووية لكن البيان أضاف أن هذه المساعي عقدتها الاستفزازات المتكررة من كوريا الشمالية والوضع الأمني المتدهور في سوريا وأوكرانيا.
ووضع بعد ذلك وزراء خارجية بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة أكاليل زهور عند نصب تذكاري لضحايا هيروشيما.
وعلى الرغم من أن كيري ليس أكبر مسؤول أمريكي يتفقد المتحف والمتنزه التذكاري في هيروشيما حيث سبقته إلى ذلك في 2008 نانسي بيلوسي التي كانت ترأس في ذلك الوقت مجلس النواب فإنه أرفع مسؤول في الإدارة التنفيذية بالولايات المتحدة يزور النصب.
وقال كيري في سجل الضيوف في المتحف "يجب على الجميع في العالم أن يروا ويشعروا بسطوة هذا النصب التذكاري. إنه تذكرة قوية ومؤلمة وملزمة ليس فقط بالتزامنا بإنهاء تهديد الأسلحة النووية وإنما بإعادة تكريس كل جهودنا لتفادي الحرب نفسها."
وبعد وقوف الوزراء دقيقة حدادا قدم تلاميذ يابانيون اصطفوا على المدخل أكاليل مصنوعة من طيور ورقية ترمز للسلام بألوان أعلام كل دولة من الدول الأعضاء بمجموعة السبع.
وبناء على اقتراح من كيري قام الوزراء أيضا بزيارة ارتجالية لموقع يسمى قبة القنبلة النووية وهو أطلال للمبنى الوحيد الذي بقي قائما بالقرب من موقع انفجار القنبلة وحاليا مدرج على قائمة التراث العالمي في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو).
وأدى إلقاء طائرة حربية أمريكية قنبلة نووية على هيروشيما في السادس من أغسطس آب 1945 إلى تحويل المدينة إلى رماد وقتل نحو 140 ألف شخص بحلول نهاية ذلك العام.
وبعد إلقاء هذه القنبلة بثلاثة أيام أُلقيت قنبلة نووية أخرى على نجازاكي في التاسع من أغسطس آب 1945 .واستسلمت اليابان بعد ذلك بستة أيام.
وقد تمهد زيارة كيري الطريق أمام زيارة غير مسبوقة لهيروشيما من قبل رئيس أمريكي خلال فترة رئاسته.
وسئل كيري في وقت لاحق عما إذا كان يعني بتصريحاته هذه أنه على أوباما أن يحضر فقال "الجميع يعني الجميع وآمل أن يأتي اليوم الذي يكون فيه رئيس الولايات المتحدة ضمن الجميع الذي يتمكن من المجيء. لكن ما إذا كان سيجيء كرئيس .. لا أعرف هذا."
وعلى الرغم من أن البيت الأبيض لم يتخذ قرارا بعد بشأن الزيارة إلا أن مسؤولا أمريكيا بارزا قال يوم الأحد إن أوباما الذي زار كوبا الشهر الماضي أظهر استعداده للإقدام على أفعال مثيرة للجدل مثل زيارة هافانا.
(إعداد أميرة فهمي للنشرة العربية - تحرير علا شوقي)