من ديفيد برانستورم
لوكسمبورج (رويترز) - قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم السبت إن الولايات المتحدة لم تتلق أي طلب بتسليم رجل الدين التركي المعارض فتح الله كولن الذي يعيش في الولايات المتحدة منذ أعوام ولكنها مستعدة في المساعدة في الجهود القانونية الخاصة بالتعامل مع مدبري محاولة الانقلاب في تركيا.
وقالت الحكومة التركية إن أتباع كولن الذي يعيش في منفاه الاختياري هم من يقفون وراء محاولة الانقلاب التي نفذتها مجموعة من الجيش ليل الجمعة.
وقال كيري الذي يزور لوكسمبورج إنه يأمل في الالتزام بالعملية الدستورية عند التعامل مع القائمين على محاولة الانقلاب.
وأضاف "أنا واثق من أن الناس سيتساءلون بشأن المزاعم الخاصة بمن حرض على ذلك ومن أين جاء الدعم.. الولايات المتحدة ستقدم الدعم بالتأكيد لأي جهود قانونية شرعية في إطار العملية المستحقة في إطار القانون.. وسنقدم الدعم التام للجهود الرامية لمساعدة حكومة تركيا إذا طلبت ذلك."
وسئل كيري عما إذا كانت الولايات المتحدة قد تلقت طلبا بتسليم كولن فقال "لا.. لم نتلق أي طلب يخص السيد كولن. نتوقع تماما أن تثار أسئلة بشأن السيد كولن.. وندعو الحكومة التركية بالطبع لتقديم أي أدلة قانونية لنا كي يتم نظرها وستقبل الولايات المتحدة بذلك وستدرسها وستصدر حكمها بصورة ملائمة وأنا واثق من أنه سيكون هناك نقاش في هذا الشأن."
ونفى كولن لعب أي دور في المحاولة الانقلابية التي ندد بها.
وقال كيري إن الولايات المتحدة تتفهم أن "الأمور صارت هادئة الآن والنظام استعيد" في تركيا.
وأضاف أن جميع موظفي السفارة تم التحقق من سلامتهم وأن الولايات المتحدة تعمل على ضمان سلامة وحماية جميع المواطنين الأمريكيين.
وأعرب كيري عن أمله "أن تظل الأمور هادئة وأن تكون هناك عملية دستورية وعملية قانونية للتعامل بصورة ملائمة مع مدبري الانقلاب."
وشدد على دعم الولايات المتحدة للحكومة المنتخبة.
وقال "الولايات المتحدة تقف بدون تردد وبشكل لا لبس فيه مع القيادة الديمقراطية ومع احترام الزعيم المنتخب ديمقراطيا ومع العملية الدستورية."
وتابع كيري أن محاولة الانقلاب جاءت مفاجئة للجميع. وقال "لا بد لي أن أقول .. لا يبدو أنه حدث تم التخطيط له أو تنفيذه بشكل ذكي."
وأشار إلى أنه بعد أن هدأت الأمور فإن تعاون تركيا في جهود مكافحة الإرهاب وفي حلف شمال الأطلسي وفي الموضوع السوري وفي التصدي لتنظيم الدولة الإسلامية لم يضعف.
ولو كان الانقلاب على إردوغان قد نجح فسيكون ذلك واحدا من أكبر التحولات في الشرق الأوسط منذ سنوات. فمن شأنه أن يؤثر على حليف كبير للولايات المتحدة بينما تدور رحى الحرب على حدوده.
وربما يؤدي فشل الإنقلاب إلى زعزعة استقرار عضو بحلف شمال الأطلسي يقع بين الاتحاد الأوروبي والفوضى القائمة في سوريا. ويأتي ذلك بينما يستهدف مفجرون من الدولة الإسلامية مدنا تركية وفي الوقت الذي تخوض فيه الحكومة حربا ضد انفصاليين أكراد.
(إعداد سيف الدين حمدان للنشرة العربية- تحرير أحمد حسن)