احصل على بيانات بريميوم: خصم يصل إلى 50% على InvestingProاحصل على الخصم

لاجئون يمنيون يعودون إلى عدن مدمرة بمزيج من الأمل والأسى

تم النشر 11/08/2015, 14:58
محدث 11/08/2015, 15:07
© Reuters. لاجئون يمنيون يعودون إلى عدن مدمرة بمزيج من الأمل والأسى
4220
-

من انجوس مكدوال

عدن (رويترز) - هلل لاجئون يمنيون وأطلقت الزغاريد مع اقتراب هبوط طائرتهم في عدن ليعودوا إلى حياة محفوفة بالمخاطر في مدينتهم بعد ثلاثة أسابيع من انتهاء القتال فيها وعقب أشهر من فرار معظمهم.

لكن فرحة العودة للوطن بالنسبة للكثير من اللاجئين العائدين إلى مدينة تفتقر لإمدادات ماء وكهرباء منتظمة وعانت من حرب شوارع ضارية لشهور كانت ممزوجة بالحزن لحجم الدمار والغموض الذي يكتنف المستقبل.

وقال مهيب اسحق بهدوء وهو يرمق بفزع مبنى المطار المدمر وما تبقى من حظائر الطائرات "لا يسعني تصديق هذا. لا يمكنني أن أصدق الدمار."

واضطر والده الذي جاء معه في نفس الطائرة إلى أن يشيح بوجهه بعيدا في حزن قبل أن يقول "انظر ماذا فعلوا! اعتدت كل هذا منذ مولدي. كانت جنة."

ودفعت الحكومة اليمنية التي تعمل من الرياض تكاليف الرحلة الجوية التابعة للخطوط الجوية اليمنية والتي نقلت اسحق ووالده من الأردن إلى عدن في إطار جهود لإعادة الحياة إلى طبيعتها في المدينة اليمنية بعد أن استردها مقاتلون محليون تدعمهم الحكومة من أيدي المسلحين الحوثيين الشيعة.

واستعاد المقاتلون بدعم عسكري من دول خليجية ترتاب في روابط الحوثيين بإيران السيطرة على مطار عدن يوم 17 يوليو تموز في نقطة تحول في الحرب الأهلية بعد جمود استمر أربعة أشهر ليتوغلوا منذ ذلك الحين أكثر في جنوب اليمن.

وأمس الاثنين قالت حكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي التي خرجت من عدن في مارس آذار وانتقلت إلى الرياض إن جماعات تؤيدها استعادت وبدعم من غارات جوية وأسلحة خليجية السيطرة على أجزاء من محافظة إب وإنها تتقدم في محافظة أبين قرب عدن.

وكانت عائلة اسحق وهي عائلة ميسورة الحال تنتمي للطبقة المتوسطة قد غادرت عدن على متن سفينة تابعة للبحرية الهندية في طريقها إلى جيبوتي في العاشر من ابريل نيسان بعد أن بدأت قذائف الدبابات والمورتر تسقط قرب منزلها حتى أنها اضطرت لترك بعض أمتعتها على رصيف الميناء فيما حلقت رصاصات القناصة فوق الرؤوس.

وقال مهيب اسحق (35 عاما) وهو جالس إلى جوار ابنه النائم محبوب (أربع سنوات) "هل سيكون هناك ماء أو كهرباء؟ لا أعلم."

وقررت العائلة التي تشمل والدي مهيب وإخوته وأسرهم العودة إلى عدن رغم تلك المخاوف بسبب المصاعب التي واجهوها كلاجئين فقراء أولا في جيبوتي ثم في الأردن.

وقال أفراد العائلة إنهم عازمون على إعادة إعمار (SE:4220) عدن مسقط رأسهم وسرعان ما عبروا عن حبهم للمدينة واعتزازهم بالحياة السعيدة الناجحة التي كان ينعمون بها فيها قبل الحرب.

* غضب انفصالي

وعبر نوافذ الطائرة ظهرت الجبال والقرى المبنية على المنحدرات الصخرية والمزارع المتدرجة بعيدة لكن مع إعلان الطيار الهبوط الوشيك في عدن لم يكن علم اليمن هو ما لوح به الركاب وإنما علم حركة انفصالية جنوبية.

ويشير هذا إلى أنه مع استمرار القتال وتنامي الغضب من الخسارة البشرية فإن الحرب الأهلية لم تعد ببساطة تدور حول من سيحكم اليمن أو تحالفه مع أي قوة إقليمية بل حول بقائه كدولة موحدة في الأساس.

وقال القدر توفيق (22 عاما) وهو طالب يدرس الهندسة الميكانيكية عاد إلى عدن في نفس الطائرة بصحبة زوجته وابنه الرضيع "نحن طلبة وعمال فحسب. أناس عاديون. كنا نحب كرة القدم. لكن الحوثيين جاءوا ليقتلوا. حاربت من أجل عدن فقط."

وغادرت أسرة توفيق عدن في قارب أوائل يونيو حزيران بعد إصابته عقب شهرين من القتال الذي راح ضحيته الكثير من رفاقه الطلبة وأصدقائه. وبينما كان يكشف عن جرح كبير أحدثته رصاصة في جسده وصف توفيق تلك الأيام بأنها "أيام قذرة".

ويأمل توفيق الآن في أن ينضم إلى المقاتلين الذين يطردون الحوثيين من أبين آخر محافظة جنوبية ما زالوا فيها.

وأضاف "سنحرر الجنوب. يمكن للحوثيين أن يعودوا إلى الشمال."

وساورت نفس المشاعر مأمون عمر (48 عاما) وهو طيار يمني سابق يحمل الجنسية البريطانية وولد في زنجبار بمحافظة أبين ويعيش الآن في يوركشاير بانجلترا. وعاد عمر إلى اليمن في فبراير شباط لمساعدة ابنه المعاق وزوجة ابنه وحفيدته الرضيعة على الفرار.

ولم يتمكن عمر من استخراج تأشيرة سفر بريطانية لزوجة ابنه ولا حفيدته. وعندما اشتد القتال في عدن كثيرا دفع ألف دولار نظير نقله إلى الحدود مع سلطنة عمان عبر العشرات من نقاط التفتيش التابعة للحوثيين وباستخدام إمدادات بنزين شحيحة.

وقال "بعد ما فعله الحوثيون.. ما من سبيل لبقاء اليمن موحدا."

* حزن لدمار المدينة

وبعد هبوط الطائرة تأججت مشاعر الغضب من الحوثيين لرؤية حي خور مكسر في عدن إذ دمرت أحياء بالكامل وخلفت القذائف ثقوبا في جدران المنازل كما لو كان زلزال قد ضرب المدينة.

ووقف عشرات الجنود الإماراتيين يحرسون مهبط الطائرة لدى خروج اللاجئين منها وتحركهم باتجاه مبنى المطار المدمر مرورا بحظائر الطائرات المهدمة فيما نظر اللاجئون بهلع لحجم الدمار المحيط بهم.

وفي غرفة صغيرة في طرف المبنى انهار معظم سقفها وكانت بلا كهرباء جلس رجل في كشك بلا نافذة يختم جوازات سفر اللاجئين بيد ويتحدث في الهاتف المحمول باليد الأخرى.

وأظهرت فتحة ضخمة في السقف مكان سقوط صاروخ.

وعلى باب مبنى المطار احتضن رجل طويل امرأة علا صوتها بالبكاء فيما استقبلت رفيقاتها بترحيب من قريباتهن وسط شلال من الأحضان والقبلات.

© Reuters. لاجئون يمنيون يعودون إلى عدن مدمرة بمزيج من الأمل والأسى

وفي الجوار علا صوت مطارق لينبئ بمكان عمال في منطقة قريبة بدأوا في إصلاح أجزاء من المطار في خطوة أولى لإعادة إعمار مدينة مدمرة.

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.