💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

لبنان يحتوي تداعيات هجوم جبل محسن والحوار يخفف حدة التوترات

تم النشر 17/01/2015, 00:01
© Reuters. لبنان يحتوي تداعيات هجوم جبل محسن والحوار يخفف حدة التوترات

من توم بيري وليلى بسام

بيروت (رويترز) - استهدف تفجير انتحاري مزدوج في مدينة طرابلس الساحلية بشمال لبنان إثارة جولة جديدة من النزاع الأهلي في بلد غالبا ما تهدد استقراره التوترات الناجمة عن الحرب في سوريا المجاورة.

لكن يبدو أن الدولة اللبنانية الهشة خرجت أكثر قوة من الهجوم الذي شنه مسلحون متشددون سنة على المنطقة التي تقطنها أغلبية علوية وأسفر عن مقتل تسعة أشخاص. وساهمت أيضا محادثات سياسية جديدة على احتواء التوترات الطائفية.

وجاء رد الدولة على التفجير بعملية أمنية أعادت فرض هيبتها على سجن يضم سجناء إسلاميين وسلط ذلك الضوء على وجود أرضية مشتركة بين اللبنانيين الذين يقفون على طرفي نقيض من الصراع الإقليمي الأوسع الذي تغذيه الصراعات الطائفية.

وتأثر لبنان الذي يقطنه مزيج من الطوائف بهذا الصراع الإقليمي بعدد من التفجيرات الانتحارية والمواجهات الدموية بين الجيش والجماعات المسلحة.

لكن يبدو أن المشاكل تلوح في الأفق مع اكتشاف سيارة تحمل 120 كيلوجراما من المواد المتفجرة يوم الخميس قرب الحدود السورية.

ولا يزال قادة الفصائل المسلحة اللبنانية المتشددة فارين من العدالة وسط أرض خصبة للتجنيد من السنة الساخطين وفي المخيمات الفلسطينية فضلا عن معين لا ينضب يتمثل في أكثر من مليون لاجئ سوري.

غير أن السياسيين اللبنانيين يرون نتيجة هجوم طرابلس برهانا إضافيا على أن بلدهم سيستمر بتدبر أموره تحت سقف التفاهمات الإقليمية التي جعلته بمنأى عن الصراع المستعر في سوريا والعراق.

وأطلق الطرفان الأكثر قدرة على احتواء التوترات الطائفية في لبنان وهما تيار المستقبل وزعيمه السني سعد الحريري وحزب الله الشيعي حوارا سياسيا هذا الشهر يدخل في إطار جهود أوسع نطاقا للحفاظ على الوضع الحالي في لبنان.

*إبقاء التوترات تحت السيطرة

وما كان لهذا الحوار وهو الأول بين السنة والشيعة منذ الأزمة السورية ليستمر من دون مباركة الراعيتين الإقليميتين إيران والسعودية.

ويبدو أن الدولتين التي أشعلت خصومتهما نزاعا طائفيا في المنطقة تتفقان على الحاجة لاحتواء انعدام الاستقرار في لبنان الذي عانى من حرب أهلية أشعلتها الطائفية بين 1975 و1990.

ويعود إلى هذا الحوار الفضل في احتواء التوترات الناجمة عن التفجير الانتحاري المزدوج الذي وقع في 10 يناير كانون الثاني بمنطقة جبل محسن التي تسكنها أغلبية علوية تتعاطف بشكل عام مع حزب الله والحكومة السورية.

وقال سمير الجسر النائب عن تيار المستقبل وأحد المشاركين في الحوار لرويترز "لو كنا في أجواء توتر كانت الأمور بالتأكيد ستخضع لردات فعل مختلفة."

وفي اعقاب الهجوم دعا حزب الله إلى ضبط النفس في حين أدانت عائلتا منفذي الهجوم عملهما وقالتا إنهما لن تتقبلا العزاء فيهما.

وبعد يومين اقتحمت أجهزة الأمن سجن رومية المركزي لتنفيذ عملية أمنية خطط لها منذ أمد بعيد وما كانت لتحدث دون الضوء الأخضر من الطرفين السياسيين الخصمين بعد هجوم طرابلس.

وقال وزير الداخلية نهاد المشنوق -وهو يمثل تيار المستقبل في الحكومة- إن النزلاء الإسلاميين كانوا على صلة بهجوم طرابلس.

وأضاف المشنوق لرويترز "الحوار هو خيار استراتيجي وهو يدعم سلامة لبنان واللبنانيين ويفتح الطريق أمام كل الإجراءات الأمنية والسياسية التي تساعد على الاستقرار."

وخلف أبواب السجن كان السجناء الإسلاميون يسيطرون على مبنى في السجن بالكامل ويملكون الهواتف المحمولة وأجهزة توفر لهم الإنترنت داخل زنزاناتهم مما أتاح لهم الاتصال بالمسلحين المتشددين في الخارج.

* محاط بالحروب والحرائق

وصف رئيس مجلس النواب نبيه بري العملية الأمنية بأنها "إحدى تداعيات الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله وثبتت أن هناك دولة فعلاً."

كما أثنى الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله على جهود الحريري لإجراء الحوار. ومع استمرار الدعم السعودي يحافظ رئيس الوزراء اللبناني السابق على صوت مسموع بين السنة على الرغم من أنه زار البلاد مرة واحدة فقط منذ اطاح حزب الله وحلفاؤه بحكومته عام 2011.

ويأمل الحريري أن يمهد الحوار الطريق للتوصل إلى اتفاق على رئيس جديد للبلاد وهو منصب يتولاه مسيحي وفق الدستور وشغر بانتهاء ولاية ميشال سليمان في مايو أيار الماضي.

ويتوقع أن يجري رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس التيار الوطني الحر ميشال عون -وهما الخصمان المسيحيان الرئيسيان- محادثات خاصة تتمحور حول الرئاسة.

لكن يعتقد على نطاق واسع أن الاتفاق الذي سيؤدي إلى شغل منصب الرئيس يجب أن يتم من خلال قوى خارجية.

وفي الوقت الحالي يتركز الحوار السني الشيعي على إدارة التوترات مع تصاعد التهديد بالمزيد من التشدد السني.

ويشير المتشددون المرتبطون بالقاعدة إلى دور حزب الله الذي يقاتل مع القوات الحكومية في سوريا باعتباره دافعا لشن الهجمات. ويقول منتقدون لحزب الله إنه أثار أعمال العنف هذه. لكن حزب الله يقول إنه يقاتل في سوريا لحماية لبنان من الجهاديين.

في حين لا يزال كبار قادة الفصائل السنية المتشددة فارين من العدالة ويعتقد أنهم يختبئون في المخيمات الفلسطينية بعيدا عن الأجهزة الأمنية يستمر التهديد الذي يمثله المسلحون المرتبطون بتنظيم الدولة الإسلامية وتنظيم القاعدة عند الحدود الشرقية مع سوريا.

وأسرت هذه الجماعات المتشددة نحو 24 فردا من قوات الأمن والجيش بعد هجوم على بلدة عرسال الحدودية في أغسطس آب الماضي في أخطر امتداد للحرب السورية إلى لبنان منذ بدايتها.

وعن الوضع في لبنان قال كاتب المقال في صحيفة النهار اليومية راجح الخوري "رغم أن ما حصل في سجن رومية أعاد شيئا من هيبة الدولة إلا أن الوضع في البلد ما زال هشا فنحن نتأثر في كل شيء يحصل من حولنا."

وأضاف "الخطر مازال موجودا لأن لبنان وسط بؤرة من الحرائق والحروب التي تستعر من حوله وبطبيعة الحال فإن أي اشتباك إقليمي سينعكس سلبا على لبنان."

© Reuters. لبنان يحتوي تداعيات هجوم جبل محسن والحوار يخفف حدة التوترات

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.