من ميرويس هاروني وجيسيكا دوناتي
كابول (رويترز) - قالت أفغانستان يوم الأربعاء إن الملا عمر زعيم حركة طالبان الأفغانية توفي قبل أكثر من عامين.
وجاء الإعلان قبل يوم أو أكثر من إجراء الجولة الثانية من محادثات السلام التي تحدد لها موعد مؤقت وقد تعمق الأنباء عن مصير الملا عمر من انقسامات طالبان بشأن المضي قدما في مفاوضات السلام واختيار قائد جديد.
ولم يظهر الملا عمر في العلن منذ هروبه عندما أطاحت قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة بحكومة طالبان عام 2001 وتشير تكهنات تتداول بين دوائر المتشددين منذ سنوات إلى أن الرجل إما توفي أو أصيب بالعجز.
وقالت الرئاسة الأفغانية في بيان مقتضب ودون توضيح مصدر المعلومة "تؤكد الحكومة... بناء على معلومات موثوقة أن الملا عمر زعيم طالبان توفي في إبريل 2013 في باكستان."
وأضافت "تعتقد حكومة أفغانستان أن الأرض أصبحت ممهدة الآن أكثر مما سبق ولذا تدعو كل جماعات المعارضة المسلحة لاغتنام الفرصة واللحاق بمحادثات السلام."
ولم يتسن على الفور الاتصال بمتحدث باسم طالبان للتعليق.
وجاءت هذه التصريحات في وقت تجري فيه الاستعدادات للجولة الثانية من محادثات السلام بين كابول وطالبان التي يتوقع أن تجري يوم الخميس أو الجمعة في مكان لم يتأكد بعد.
ويحرص الرئيس أشرف عبد الغني على التوصل إلى تسوية مع المتمردين الذين يكتسبون أراضي في جيوب بالبلاد ويكثفون هجماتهم على الجيش والأهداف السياسية.
ويقتل آلاف من المدنيين وأفراد الأمن كل عام جراء أعمال العنف التي ازدادت سوءا منذ سحب حلف شمال الأطلسي معظم قواته من البلاد نهاية العام الماضي.
تحركات الخلافة
من المرجح أن تزيد وفاة عمر الخلافات داخل حركة طالبان بشأن خلافته.
وتعاني حركة طالبان بالفعل من انقسام بين قادتها الكبار الذين يؤيد جزء منهم محادثات السلام مع كابول لإنهاء الحرب الدائرة منذ 13 عاما وآخرون يرغبون في مواصلة الحرب من أجل الوصول للسلطة.
وقال قيادي كبير في طالبان الأفغانية ويقيم في باكستان المجاورة إن عمر توفي لأسباب طبيعية لكنه لم يذكر متى توفي.
وقال القيادي "نحن في مفترق طرق وسيستغرق الأمر وقتا لحل هذه المسألة (المتعلقة بالقيادة)."
وأضاف أن مجموعة داخل الحركة تريد تنصيب أحد أبناء عمر قائدا للحركة فيما تفضل مجموعة أخرى أن يتولى القائد السياسي أختر محمد منصور المسؤولية وهو من المعسكر المؤيد لمحادثات السلام.
وقال مايكل كوجلمان وهو زميل كبير متخصص في شؤون جنوب وجنوب شرق آسيا بمركز وودرو ويلسون الدولي للباحثين إن وفاة عمر تفسر صمته حين انسحبت قوات حلف شمال الأطلسي وعند تولي حكومة عبد الغني السلطة.
وقال قبل أن تعلن الرئاسة وفاة عمر "تأكيدات الوفاة ورفضها كلها جزء من صراع كبير على السلطة داخل تنظيم (طالبان) الآخذ في التصدع والسير بلا توجيه على نحو متزايد."
وأشار نيكولاس هايسوم الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في أفغانستان إلى أن تأكيد وفاة عمر صدر من باكستان.
وأضاف "أنها.. تمنح الأفغان الفرصة لطي صفحة الماضي والتركيز على الظروف والترتيبات التي يمكن للأفغان من خلالها أن يعيشوا سويا في سلام."