بيروت (رويترز) - بدأ مئات المدنيين بضاحية المعضمية في دمشق يوم الجمعة مغادرة المنطقة الخاضعة لسيطرة المعارضة فيما وصفته الحكومة بأنه عفو ضمن جهودها لإجبار جيوب المعارضة حول المدن الكبيرة على الاستسلام.
وتمت هذه الخطوة بعد أسبوع من استسلام داريا المجاورة وهي واحدة من معاقل الانتفاضة على حكم الرئيس بشار الأسد التي صمدت لفترة طويلة وتقع على مسافة بضعة كيلومترات جنوب غربي العاصمة السورية.
وانتقدت الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة إخلاء داريا ومناطق أخرى محاصرة تم الاتفاق بشأنها دون إشراف المنظمة الدولية على اعتبار أنه يمثل سابقة مثيرة للقلق لإعادة توطين المدنيين قسرا بعد حصار للجيش.
وعرض التلفزيون السوري لقطات لأسر تحمل أمتعتها في الشوارع ووصول حافلات لاصطحابهم من المنطقة. وقال إنهم سيتم نقلهم إلى منطقة سكنية مؤقتة في الحرجلة قرب دمشق.
وقال محمد نعيم رجب وهو مسؤول محلي في المعضمية إن 303 أشخاص يغادرون يوم الجمعة هم من المدنيين الذين نزحوا من داريا. وأضاف أن من تبقوا من النازحين من داريا سيرحلون خلال ما بين أسبوع وعشرة أيام.
وقال رجب إن اتفاقا بين الحكومة ومقاتلي المعارضة في المعضمية سيطبق عقب ذلك. ولم يذكر المزيد من التفاصيل.
وبعد استسلام داريا قبل أسبوع انتقل بعض سكانها إلى سكن مؤقت في الحرجلة بينما من أرادوا البقاء في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة نقلوا بالحافلة إلى شمال غرب سوريا الذي تسيطر عليه المعارضة.
والأوضاع في المعضمية أفضل من داريا منذ تم الاتفاق مع الحكومة على هدنة محلية محدودة في أواخر 2013 سمحت بدخول المساعدات إلى الضاحية مقابل وقف القتال.
ونقل التلفزيون الرسمي عن وزير المصالحة الوطنية علي حيدر قوله هذا الأسبوع إنه لن يتم السماح باستمرار جيوب تسيطر عليها المعارضة.
وأضاف "داريا حجر دومينو بعده بده يقلب مرتين وثلاثة وأربعة."
ومضى قائلا إن المناطق الخاضعة للمعارضة ومنها داريا لن تظل "مناطق معزولة تشكل تهديدا للدولة."
وما زال مقاتلو المعارضة يسيطرون على جزء كبير من الغوطة الشرقية وهي منطقة من المزارع والبلدات شمال شرقي العاصمة وهي معقل للمعارضة منذ بدء الانتفاضة السورية عام 2011.
(إعداد دينا عادل للنشرة العربية - تحرير سها جادو)