كاراكاس/ليما، 16 ديسمبر/كانون أول (إفي): صرح الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بأن رئيس الحكومة الإسبانية الأسبق خوسيه ماريا أثنار هو المسئول عن مقتل نحو 1.2 مليون عراقي كما طالب بمحاكمته أمام المحكمة الجنائية الدولية.
وفي ختام مظاهرة ضد العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة مؤخرا على مسئولين فنزويليين، أعلن مادورو الليلة الماضية أنه سيقدم مقترحا إلى برلمان فنزويلا لتشكيل "لجنة محلفين في حقوق الإنسان من فنزويلا والعالم من أجل محاكمة (عدد من القادة من بينهم أثنار) لارتكابهم جرائم حرب".
وأضاف: "أنا لا أتراجع (عما قاله في السابق) ولو قيد أنملة، أثنار قاتل كما أنه وريث فاشية (الديكتاتور الإسباني) فرانسيسكو فرانكو، ويجب أن يحاكم أمام الجنائية الدولية".
وكان مادورو قد اتهم أثنار يوم الجمعة الماضي بأنه المسئول عن مقتل أكثر من مليون عراقي، وعاد أمس ليؤكد على ضرورة أن تتم محاكمة ليس فقط "الأسياد الأمريكيين" ولكن أيضا الخاضعين لهم "عبيدهم الذين يقلدونهم في العالم".
وتابع: "اليمين الإسباني يمتعض لأنني أقول الحقيقة، ولكنه لا يكذب ما أقوله"، مبينا: "أثنار قاتل لأنه كذب ودعم كذبة (الرئيس الأمريكي الأسبق) جورج بوش، كذب وكان الداعم الرئيسي لغزو العراق والقصف الذي تم ضد الشعب العراقي عام 2003 ، ونتيجة لهذه الحرب قتل 1.2 مليون عراقي".
وأكد الرئيس الفنزويلي أن اتهامه لأثنار لا علاقة له بالشعب الإسباني الذي يقول إنه يحترمه ويحبه "شعب إسبانيا النبيل يعرف أن هذه هي الحقيقة، يد أثنار ملطخة بدماء الغزو العراقي، وبالانقلاب العسكري في فنزويلا. أثنار قاتل".
وبعد ساعات من تصريحات مادورو، طالب أثنار المجتمع الدولي باتخاذ موقف ضد النظام الفنزويلي الذي يقوده مادورو، ولكنه لم يتطرق بشكل مباشر إلى ما قاله عنه رئيس البلد اللاتيني.
وخلال تقليده في بيرو بميدالية "القيم الديمقراطية" من جامعة سان إجناسيو دي لويولا، حث أثنار المجتمع الدولي على العمل ضد نظام مادورو ومن أجل "إعادة احترام الحريات والديمقراطية ودولة القانون وحقوق الإنسان داخل فنزويلا".
واستشهد رئيس حكومة إسبانيا الأسبق بما يحدث مع عدد من قادة المعارضة مثل ليوبولدو لوبيث السجين حاليا، وماريا كورينا ماتشادو التي تتهمها حكومة فنزويلا بالتآمر على اغتيال الحاكم.
وأبرز أثنار: "الوقت قد حان من أجل التنديد بهذه الأمور غير المقبولة، وأنا أستغل هذه المكان لحث الدول والمنظمات الإقليمية والدولية على العمل من أجل حرية وحقوق كافة الفنزويليين".
كما يرى أن وجود "رد سريع وحاسم من المجتمع الدولي سيساهم دون أدنى شك في إعادة الاحترام الكامل للحريات والديمقراطية ودولة القانون وحقوق الإنسان داخل فنزويلا".
وتطرق أثنار إلى أنه وقع مع الرئيس التشيلي سباستيان بنييرا على "خطاب مفتوح للدفاع عن الحرية وحقوق كافة الديمقراطيين الفنزويليين"، مبينا أن هذا الخطاب تضمن التأكيد على ضرورة اتخاذ إجراءات لكبح نظام فنزويلا.
وأوضح أن أمريكا اللاتينية شهدت خلال العقود الأخيرة تقدما وتطورا حقيقيا واستثنائيا، ولكن هناك استثناء لهذا الأمر متمثلا في فنزويلا. (إفي)