من جيفري هيلر
القدس (رويترز) - استأنف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هجومه على الاتفاق النووي مع إيران ساعيا للحصول على مساعدة ترامب في القضاء على أحد المعالم الرئيسية لإرث إدارة الرئيس باراك أوباما في مجال السياسة الخارجية.
وفي متابعة لتصريحاته التي أدلى بها هذا الشهر أمام مركز أبحاث في واشنطن قال رئيس الوزراء الإسرائيلي في برنامج (60 مينيتس)الذي تبثه شبكة (سي.بي.إس) يوم الأحد "ثمة سبل ..سبل عديدة لإلغاء" اتفاق العام الماضي.
كما إن الرئيس الجمهوري المنتخب ليس من مؤيدي الاتفاق بين إيران والقوى العالمية الست الذي وافقت طهران بموجبه على تعليق ما يشتبه بأنه مسعى لإنتاج أسلحة نووية مقابل رفع لمعظم العقوبات المفروضة عليها.
وخلال حملته لانتخابات الرئاسة الأمريكية وصف ترامب الاتفاق - الذي ضغط نتنياهو طويلا وبشدة لعرقلته - بأنه "كارثة" و "أسوأ اتفاق جرى التفاوض بشأنه على الإطلاق." لكنه قال أيضا إنه سيكون من الصعب إلغاء اتفاق منصوص عليه في قرار للأمم المتحدة.
وسُئل نتنياهو عما إذا كانت لديه أي أفكار بشأن كيفية إلغاء الاتفاق فأجاب في البرنامج التلفزيوني "نعم ..لدى خمسة أشياء في رأسي." وبعد إلحاح للتوضيح قال "سأتحدث بشأنها مع الرئيس."
وستجرى هذه المحادثات على الأرجح بعد قليل من تولي ترامب الرئاسة في 20 يناير كانون الثاني. وكان نتنياهو أعلن بعد قليل من الانتخابات إنه اتفق مع ترامب على الاجتماع في أول فرصة.
وسيكون إلغاء الاتفاق أمرا معقدا للغاية على أقل تقدير.
وقال جاكوب باراكيلاس وهو خبير في السياسة الخارجية الأمريكية في مركز تشاتام هاوس للأبحاث ومقره لندن "من الصعب أن نرى ميزة للولايات المتحدة في إلغاء الاتفاق في هذه المرحلة.
"سيكون من شبه المستحيل إقناع أوروبا وروسيا والصين بإعادة تطبيق عقوباتهما على إيران في ظل عدم وجود دليل واضح على انتهاك إيران للاتفاق. لذلك فإن أي عقوبات تعيد الولايات المتحدة فرضها لن يكون لها أي تأثير كبير على الاقتصاد الإيراني."
وقال يائير لبيد أحد زعماء المعارضة الإسرائيلية إنه يشك في إمكان إلغاء أي اتفاق بالنظر إلى أن "الصينيين والروس والأوروبيين يعقدون صفقات في إيران بالفعل" وأضاف أن أي نقاش بشأن ذلك سيحدث "خلف أبواب مغلقة".
وقبيل تنصيب ترامب يضع نتنياهو الأساس لعلاقة أوثق معه.
فقد التقى الرجلان في سبتمبر أيلول على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك عندما عقد نتنياهو أيضا محادثات مع المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة الأمريكية آنذاك هيلاري كلينتون. وبعد أسبوع من الانتخابات أرسل نتنياهو سفيره للولايات المتحدة رون ديرمر للاجتماع مع ترامب وفريقه الانتقالي.
وأشاد ديرمر بترامب ووصفه بأنه "صديق حقيقي لإسرائيل".
(إعداد علي خفاجي للنشرة العربية-تحرير حسن عمار)