من زكية عبد النبي
الرباط (رويترز) - أصدرت محكمة مغربية يوم الثلاثاء حكما بسجن صحفي معروف بمواقفه المساندة لحراك الريف ثلاثة أشهر نافذة وغرامة مالية متهمة إياه "بالتحريض" على التظاهر.
وأصدرت المحكمة الابتدائية بالحسيمة في شمال المغرب التي تشهد حراكا اجتماعيا منذ عدة شهور حكما بالسجن ثلاثة أشهر نافذة على الصحفي حميد المهداوي مدير موقع "بديل انفو" بعد 15 ساعة من المحاكمة بعدما أدانته بتهمة "تحريض أشخاص على ارتكاب جنح بواسطة الخطب والصياح في مكان عمومي" كما أمرت بتغريمه مبلغ 20 ألف درهم (حوالي 2000 دولار).
واعتقل المهداوي أثناء تغطيته مظاهرة في 20 يوليو تموز في الحسيمة في إطار الحراك المشتعل بالمدينة والريف في شمال المغرب منذ أكثر من ثمانية أشهر بعد مقتل بائع السمك محسن فكري دهسا في شاحنة للقمامة مع أسماكه التي صادرتها السلطات بحجة عدم قانونيتها.
وتحولت الاحتجاجات على مقتل فكري إلى مطالب اجتماعية واقتصادية وتحولت المطالب إلى إطلاق سراح معتقلين سياسيين بعد اعتقال عشرات المحتجين والنشطاء.
ونفى المهداوي الاتهامات وقال إنه كان في المظاهرة، التي منعتها السلطات وفرقت المتظاهرين فيها بالغازات المسيلة للدموع، من أجل التغطية الصحفية لصالح موقعه.
وقال بيان لوكيل الملك (النيابة العامة) في وقت سابق بعد اعتقاله إن النيابة العامة "أشعرت اليوم من طرف مصالح الشرطة القضائية بواقعة قيام المسمى حميد المهداوي بإلقاء كلمة بساحة محمد السادس وسط مجموعة من الناس يحرضهم من خلالها على الخروج للتظاهر رغم قرار المنع الصادر عن السلطات المختصة".
وذكرت النقابة الوطنية للصحافة المغربية في بيان أن المهداوي "اعتقل من داخل سيارته وليس داخل ساحة الاحتجاج".
وقالت جمعية "الحرية الآن" المستقلة إن "السبب الحقيقي وراء اعتقال هذا الصحفي هو رغبة السلطات في الانتقام منه بسبب نشاطه وتغطيته المستمرة لحركة الاحتجاج في الريف".
وقال المحامي محمد زيان "ليس المهداوي من حرض الناس على الخروج الى التظاهر يوم 20 يوليو هذه مظاهرة كانت مبرمجة من قبل".
وأضاف في تصريح لرويترز "الحكم ليس في محله ولو افترضنا أنه قد شارك في مظاهرة سلمية فهذا من حقه. لن نتراجع عن حقنا في التظاهر السلمي".
(تحرير مصطفى صالح للنشرة العربية)