من جاي فالكونبريدج
لندن (رويترز) - قال مدير جهاز المخابرات الخارجية البريطاني أليكس ينجر يوم الخميس إن تنظيم الدولة الإسلامية يستغل الاضطرابات التي يثيرها القصف الجوي الروسي في سوريا للتخطيط لهجمات ضد بريطانيا وحلفائها.
وفي أول كلمة علنية منذ تولى منصبه في 2014 قال ينجر إن روسيا والرئيس السوري بشار الأسد يعطلان هزيمة المتشددين بمحاولتهما تحويل سوريا إلى "صحراء".
واعتبر ينجر تدخل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى جانب الأسد حيلة تكتيكية فجة تجعل روسيا تصطف مع الأقلية العلوية التي تنظر إليها الغالبية السنية بارتياب.
وقال "بتعريفهم كل من يعارض حكومة وحشية على أنه إرهابي فإنهم يستعدون بالتحديد تلك الجماعة التي يجب أن تكون موجودة في جانبهم من أجل هزيمة المتشددين... روسيا والنظام السوري يسعيان إلى إيجاد صحراء وتسميتها بالسلام."
وأصبحت الحرب الأهلية السورية التي بدأت في 2011 ساحة للقوى العالمية المتنافسة إذ تدعم روسيا وإيران الأسد بينما تساند الولايات المتحدة ودول الخليج ودول أوروبية مثل بريطانيا المعارضين الساعين إلى الإطاحة به.
وقال ينجر الذي انضم إلى جهاز المخابرات الخارجية البريطاني (إم.آي6) عندما كان الاتحاد السوفيتي ينهار إن الحرب الأهلية في سوريا تشكل تهديدا خطيرا لبريطانيا التي يقول إنها تواجه تهديدا لم يسبق له مثيل من الإرهاب مشيرا إلى إحباط 12 مؤامرة منذ يونيو حزيران 2013.
*الخروج من الاتحاد الأوروبي - ترامب - بوند
قال ينجر إنه سئل مرارا عن مستقبل التعاون في مجال المخابرات مع الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي منذ تصويت بريطانيا لصالح الخروج من الاتحاد وفوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية.
وقال "ردي هو أنني آمل وأتوقع أن يستمر... إنني عازم على أن يبقى إم.آي6 شريكا جاهزا وفعالا جدا."
وقال ينجر - وهو أحد أقوى رجال المخابرات في الغرب - إن بريطانيا تواجه "حربا مختلطة" من دول معادية لم يحددها عن طريق الهجمات الالكترونية والدعاية وتخريب العملية الديمقراطية.
وسعى ينجر من دعوته الصحفيين إلى مقر إم.آي6 في لندن لتوجيه للتحدث إليهم إلى تصوير واحد من أكثر أجهزة المخابرات سرية في العالم على أنه جهاز نشط يعين أفضل الشخصيات.
وقال إن تجربة غزو العراق الذي قادته الولايات المتحدة في 2003 عندما استخدمت معلومات مخابرات خاطئة كمبرر للحرب أظهرت أن ضباط المخابرات يحتاجون إلى إبلاغ السلطات بالحقيقة وإلى التأكد من صحة الافتراضات.
وكان جهاز إم.آي6 مصدر إلهام للعديد من الكتاب الذي رسموا شخصيات - مثل جورج سمايلي وجيمس بوند - يعملون في الخارج وتكون مهمتهم الدفاع عن بريطانيا وحماية مصالحها.
وقال ينجر "لو أن السيد بوند تقدم بطلب للانضمام إلى إم.آي6 الآن لاضطر لتغيير أساليبه."
(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية - تحرير وجدي الالفي)