من علي صوافطة
رام الله (الضفة الغربية) (رويترز) - قال مركز يتابع الحريات الصحفية في الأراضي الفلسطينية يوم الأربعاء أن هناك زيادة في تعذيب وإساءة معاملة الصحفيين الذين تعتقلهم أجهزة الأمن الفلسطينية سواء في الضفة الغربية التي تديرها سلطات الحكم الذاتي الفلسطينية أو في قطاع غزة الخاضعة لسيطرة حركة حماس.
وأعرب المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية (مدى) في تقرير صدر يوم الأربعاء "عن بالغ قلقه من اتساع دائرة الاعتقالات وعمليات التوقيف التي تنفذها أجهزة الأمن الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية ضد صحافيين وعاملين في الإعلام."
وأضاف المركز أن القلق يعود لما "يرافق ذلك من ضغوط وسوء معاملة وتعذيب جسدي ونفسي."
وقدم المركز في تقريره مجموعة من الأمثلة وشهادات صحفيين اعتقلوا وتعرضوا للتعذيب على أيدي الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وأوضح غازي بني عودة مسؤول وحدة رصد الانتهاكات في المركز أن الأمثلة والواردة في التقرير هي نماذج لحالات أخرى رفض أصحابها تقديم شهادات لنشرها خوفا من الملاحقة مرة أخرى.
وأضاف لرويترز "هذه المرة الأولى التي نتحدث فيها عن حالات تعذيب يتعرض لها الصحفيون الفلسطينيون بعد اعتقالهم من الأجهزة الأمنية الفلسطينية سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة."
وسجل المركز منذ مطلع العام الجاري وحتى نهاية أغسطس آب الماضي "ما مجموعه 16 حالة توقيف واعتقال لصحافيين نفذتها أجهزة الأمن الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة علما أن عدد الحالات خلال العام الماضي بلغ 31 حالة."
وأوضح بنى عودة أنه من خلال متابعة المركز لحالات المعتقلين اتضح له أن هناك زيادة في عدد الحالات التي تتعرض للتعذيب.
وقال بني عودة "الأرقام ليست كل شيء والتي قد يتضح منها أن هناك انخفاضا في عدد حالات الاعتقال."
وأضاف "أستطيع الجزم أن الحريات الصحفية لم تتحرك إطلاقا إيجابيا نحن نرصد الانتهاكات منذ عشر سنوات الخوف يتعزز والانتهاكات تستمر."
ويرى بني عودة أن هناك "ارتفاعا في معدل الرقابة الذاتية بسبب تكريس عامل الخوف في نفوس الصحفيين بدرجة أكثر من الماضي وبالتالي أصبح الصحفيون يخشون أن يكتبوا في عدد من العناوين الحساسة وأي انتقاد لأي مظهر من المظاهر ضد السلطات في الضفة الغربية أو قطاع غزة."
وقال "اعتقال الصحفيين تحول إلى نوع من الردع."
ويستعرض التقرير نماذج للتعذيب من ضرب وشبح وتعذيب نفسي لصحفيين تم اعتقالهم سواء في الضفة الغربية وقطاع غزة.
ولم يصدر تعقيب من الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية أو قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس منذ ما يقارب العشر سنوات ردا على تقرير (مدى).
ودعا مركز (مدى) إلى محاسبة المسؤولين عن تعذيب الصحفيين وسوء معاملتهم مطالبا بالالتزام بالقانون الأساسي الفلسطيني الذي يمنع التعذيب وسوء المعاملة.
(تغطية للنشرة العربية من رام الله علي صوافطة- تحرير سيف الدين حمدان)