واشنطن (رويترز) - قالت الحكومة الأمريكية إن اثنين من سجناء معتقل خليج جوانتانامو العسكري التابع للولايات المتحدة نقلا إلى صربيا يوم الاثنين مع مضي حكومة الرئيس باراك أوباما قدما في هدفها القائم منذ فترة طويلة لإغلاق المنشأة التي واجهت تنديدا واسع النطاق والكائنة في القاعدة البحرية الأمريكية في كوبا.
وقال مسؤولون أمريكيون إنه بعد نقل اليمني منصور أحمد سعد والطاجيكي محمد دولتوف إلى صربيا ينخفض عدد المعتقلين في جوانتانامو إلى 76 بينهم 27 شخصا تمت الموافقة على نقلهم منه ما إن يتم العثور على بلد مناسب لاستقبالهم.
وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في بيان "تقدر الولايات المتحدة المساعدة السخية من جانب صربيا في الوقت الذي تواصل فيه الولايات المتحدة جهودها لإغلاق منشأة الاعتقال في خليج جوانتانامو" واصفا ذلك بأنه "مبادرة إنسانية كبيرة".
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع إن هذه أول مرة تنقل فيها الولايات المتحدة سجناء من جوانتانامو إلى صربيا.
وبعد الاجتماع مع رئيس وزراء صربيا المكلف ألكسندر فوتشيتش في بلجراد قالت فيكتوريا نولاند مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الأوروبية والأوراسية إن إدارة أوباما تعبر عن امتنانها لصربيا لموافقتها على قبول السجينين.
وقال فوتشيتش إن صربيا تصرفت من منطلق التعاون الجيد مع الولايات المتحدة.
وأضاف "استقبلت دول أخرى (سجناء). استقبلتهم ألمانيا. ومن الطبيعي (بالنسبة لنا) أن نفعل ذلك...أعتقد أن هذا الأمر يثني على بلدنا وبادرة طيبة للمستقبل."
جاء نقل الاثنين بعد يوم من نقل يمني آخر يدعى فايز أحمد يحيى سليمان إلى إيطاليا.
وأصدرت ست وزارات وهيئات أمريكية قبل نحو ست سنوات الموافقة على نقل دولتوف (37 عاما) هي وزارات الدفاع والخارجية والعدل والأمن الداخلي ومكتب مدير المخابرات القومية وهيئة الأركان المشتركة.
وقالت وزارة الدفاع في بيان إن مجلس مراجعة وافق في أكتوبر تشرين الأول على نقل سعد (37 عاما) الذي يعرف أيضا باسم عبد الرحمن أحمد بعدما قرر أن اعتقاله لم يعد ضروريا بالنسبة للأمن القومي.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية إن إدارة الرئيس باراك أوباما أخطرت الكونجرس بموجب القانون بنيتها نقل الرجلين.
كان الرئيس الأمريكي يأمل في إغلاق السجن خلال فترته الرئاسية الأولى في 2009 لكنه واجه معارضة من كثير من المشرعين الجمهوريين وأيضا من بعض رفاقه الجمهوريين.
وأغلب السجناء الباقين في جوانتانامو محتجزون دون تهمة أو محاكمة منذ القبض عليهم في الخارج عقب هجمات 11 سبتمبر ايلول 2001 في الولايات المتحدة.
وأظهر ملف عسكري أمريكي العام الماضي أن سعد سافر إلى أفغانستان في منتصف 2001 حيث تدرب في معسكر لتنظيم القاعدة وأصيب في ضربة جوية نفذها التحالف.
ورغم أن تقييما عسكريا سريا يرجع إلى عام 2008 ونشره موقع جماعة ويكيليكس قد وصف سعد بأنه عضو شديد الخطورة في القاعدة فقد قال الملف العسكري الذي نشر العام الماضي إنه بالغ على الأرجح في تقدير مشاركته مع القاعدة. وأضاف أنه لم يتم تعريفه من جانب أي من زعماء القاعدة كعضو في التنظيم.
كان دولتوف عضوا في الحركة الإسلامية في طاجيكستان ويعتقد أنه تدرب في معسكر للقاعدة وفق ما ذكره تقييم سري في 2008 أعدته قوة مهام عسكرية ونشرته ويكيليكس.
(إعداد حسن عمار للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)