من أحمد سلطان
لوجار (افغانستان) (رويترز) - قال مسؤولون أفغان يوم الثلاثاء إن نحو 700 من مقاتلي طالبان المدججين بالسلاح يخوضون معركة مع قوات الامن الافغانية في اقليم لوجار خارج العاصمة كابول في اختبار لقدرة الجيش الأفغاني القتالية قبيل انسحاب قوات التحالف الغربية من البلاد بنهاية العام.
وزادت حركة طالبان هذا الصيف هجماتها التي شارك فيها مئات المقاتلين مستهدفة أقاليم مختلفة في البلاد في الوقت الذي تتجه فيه الحكومة لتتسلم منفردة الملف الامني للمرة الأولى منذ 13 عاما.
وقال نياز محمد أميري حاكم لوجار لرويترز في اتصال هاتفي "انهم نحو 700 ويقاتلون القوات الافغانية للسيطرة على الاراضي ومعهم عيادات طبية متنقلة."
وحققت طالبان مكاسب كبيرة في لوجار التي تقع على بعد ساعة بالسيارة إلى جنوبي العاصمة كابول وفي مقاطعة وارداك المجاورة لها غربا في السنوات الاخيرة.
واستخدم المقاتلون المقاطعات -التي تعتبر بوابات للوصول إلى العاصمة- كمنطلق لهجمات الكر والفر والهجمات الانتحارية على كابول.
وتحكم قوات الأمن الأفغانية سيطرتها على الطرق الرئيسية المؤدية إلى العاصمة-التي يسكنها نحو خمسة ملايين نسمة هذا العام- غير أن المقاتلين المتشددين لا يزالون قادرين على خرق نقاط التفتيش وتنفيذ عشرات الهجمات. وهو ما أدى إلى مقتل الكثير من المدنيين والجنود.
وقال عبد الحكيم إسحق زاي رئيس دائرة الشرطة في مقاطعة لوجار إن المتمردين المزودين بالرشاشات يشنون هجمات على الجيش الأفغاني انطلاقا من مناطق سكنية في مقاطعة شرخ.
وقال إسحق زاي "نحن نولي عناية بالغة لعدم التسبب بضحايا بين المدنيين ولكننا في الوقت عينه نملك ما يكفي من القوات للتعامل مع هذه الحالة."
ويجسد القتال في لوجار مثالا قاتما على انعدام الاستقرار الأمني في أفغانستان بينما تنهي قوات التحالف الغربية عملياتها العسكرية في البلاد وتستعد لمغادرتها بحلول نهاية هذا العام.
وحقق المقاتلون المتشددون نجاحا محدودا هذا العام اذ لم يتمكنوا من السيطرة على المقاطعة بأكملها وتقول الحكومة إن منشآت استراتيجية لا تزال تحت سيطرتها بشكل واسع.
غير ان تزايد قوة هجمات طالبان تجسد خطرا متناميا على قوات الأمن المحلية التي باتت لا تعتمد على الدعم الجوي من قوات حلف شمال الاطلسي.
وفي غياب الغطاء الجوي الأمريكي لجأ مقاتلو طالبان الى تغيير خططهم القتالية ومهاجمة المواقع العسكرية الافغانية باعداد كبيرة بهدف السيطرة على الاراضي في نقلة نوعية من هجمات الكر والفر والهجمات بمتفجرات والهجمات الانتحارية.
وقال الميجر بول جرينبرج مسؤول العلاقات العامة في القيادة المشتركة لقوة المعاونة الأمنية الدولية في أفغانستان (إيساف) إن "قوات الأمن الوطني الأفغانية تتولى إدارة الوضع الامني في البلاد. انهم مدربون وقادرون ومستعدون لمواجهة أي تحدي."
وأضاف جرينبرج "ستستمر إيساف في دعم القوات الأفغانية وتقديم الدعم لها ليشمل التدريب على الطيران بناء على طلبها."
ويبدو من سير العمليات العسكرية التي شنتها طالبان خلال هذا الصيف أنها تركز اهتمامها على تحقيق المزيد من المكاسب في مناطق استراتيجية في البلاد مثل المعابر الحدودية أو الطرق السريعة التي تسهل تصدير الأفيون.
وقال المسؤولون الأفغان إن انعدام الاستقرار في كابول جراء الخلاف على نتائج الانتخابات الرئاسية زاد من هشاشة وضع قوات الأمن الأفغانية.
(إعداد داليا نعمة للنشرة العربية - تحرير سيف الدين حمدان)