من جوناثان آلن وسيباستيان مالو
نيويورك (رويترز) - احتشد عشرات الالاف من رجال الشرطة ومشيعون اخرون في كنيسة بمدينة نيويورك والشوارع المجاورة يوم السبت لتشييع جثمان أحد ضابطي الشرطة اللذين قتلهما مسلح قال إنه ينتقم لمقتل رجال سود عزل بأيدي رجال شرطة من البيض.
وأثناء واحدة من اكبر الجنازات في تاريخ إدارة شرطة نيويورك مر رئيس بلدية نيويورك بيل دي بلاسيو من امام نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن وغيره من الشخصيات العامة ليلقي كلمته لتأبين رفائيل راموس.
وعندما بدأ رئيس البلدية يتحدث أدار آلاف من رجال الشرطة في ملابسهم الرسمية ظهورهم له ملتزمين الصمت للتعبير عن احتجاجهم بينما ملأت صورته شاشات كبيرة كانت تبث القداس.
كان ضباط بالشرطة قد تجاهلوا دي بلاسيو عندما وصل قبل أسبوع الى المستشفى الذي أعلنت فيه وفاة راموس وزميله الشرطي ون جيان ليو نتيجة لغضبهم من تأييده للمظاهرات التي خرجت على مستوى البلاد احتجاجا على مقتل رجال سود عزل بأيدي الشرطة.
واستهدف الشرطيان أثناء الخدمة وأصبح مقتلهما قضية مشتركة اجتمع عليها رجال الشرطة وأنصارهم في أنحاء البلاد بعد أن واجهوا الصعوبات نتيجة مسيرات بالشوارع استمرت لأسابيع وشارك فيها محتجون يقولون إن ممارسات الشرطة تتسم بالعنصرية.
وقال جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي متحدثا لماريتزا أرملة راموس في بداية القداس "كان زوجك وزميله من بين خيرة ابناء نيويورك وهذا ليس مجرد كلام أجوف."
وأضاف "اعتقد ان قوة الشرطة العظيمة في هذه المدينة ذات التنوع الكبير تستطيع وسوف تظهر للامة ان بامكانها تجاوز اي انقسام. لقد فعلت هذا من قبل وستفعله مرة اخرى."
وكان الضابطان رافائيل راموس وون جيان ليو قد قتلا بالرصاص يوم السبت بينما كانا في سيارة الدورية في بروكلين.
وقال حاكم نيويورك اندرو كومو إن الإدارة بها ضباط قدموا الى مدينة نيويورك من اكثر من 50 دولة مختلفة وتضم متحدثي 64 لغة. وانتقد بعض المحتجين الذين نظموا مظاهرات في المدينة بصورة شبه يومية.
وامتلأت الشوارع خارج الكنيسة بحشود من رجال الشرطة في ملابسهم الرسمية وكان بينهم وفود من بوسطن واتلانتا وسانت لويس ونيو اورليانز. وقال متحدث باسم الشرطة إن الإدارة لم تقدر أعداد من شاركوا في جنازات لها لكن بايدن ذكر أن من المعتقد أن نحو 25 الف شخص حضروا جنازة راموس.
وقالت عائلة راموس إنها رحبت برئيس البلدية في الجنازة لكن كثيرين ممن كانوا خارج الكنيسة ولم يديروا ظهورهم له قالوا إنهم يؤيدون هذه اللفتة.
وقالت ضابطة بشرطة نيويورك طلبت عدم نشر اسمها لأنه غير مصرح لعناصر الشرطة بالحديث الى الصحفيين بدون إذن "يشعر كثيرون بأنه انحاز لجانب وهذا الجانب ليس جانبنا."
وقال ستيفن دافيس كبير المتحدثين باسم إدارة الشرطة إن جنازة راموس قد تكون الأكبر في تاريخ قوة الشرطة.
وفي المستشفى الذي نقل إليه راموس وليو قال زعماء نقابيون من الشرطة إن يد رئيس بلدية المدينة بيل دي بلاسيو "ملطخة بالدماء" وذلك بعدما أبدى دي بلاسيو دعمه للمتظاهرين.
(إعداد دينا عادل للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)