ديار بكر (تركيا) (رويترز) - اعتقلت تركيا يوم الخميس زعيم حزب موال للأكراد ورئيس بلدية مدينة فان بجنوب شرق البلاد وسيطرت على ثلاث بلديات بالمنطقة مواصلة حملتها على الساسة الأكراد.
وأظهرت لقطات مصورة حصلت عليها رويترز الشرطة وهي تطلق مدافع المياه والقنابل المسيلة للدموع لتفريق حشد من نحو مئة شخص تجمع خارج مبنى بلدية فان احتجاجا على اعتقال رئيس البلدية بكير كايا.
وتواجه تركيا تمردا من مقاتلي حزب العمال الكردستاني لكن اعتقالها للعديد من السياسيين والصحفيين المؤيدين للأكراد في حملتها الأمنية الصارمة أثار قلق حلفائها الغربيين بشأن أوضاع حقوق الإنسان في البلاد.
وكتب حزب المناطق الديمقراطي الذي ينتمي له كايا على حسابه على تويتر يقول إن الشرطة ألقت القبض على كاموران يوكسيك الزعيم المشارك للحزب قرب الحدود السورية. ولم يذكر سببا للاعتقال.
وقال كذلك إن الحكومة عينت إداريين لإدارة مجلس بلدية فان وإقليمي سيرت وماردين.
وأظهرت اللقطات المصورة رجال شرطة بملابس مدينة يقتادون كايا من مكتب مجلس البلدية على شاطئ بحيرة فان التي تقع في قلب منطقة يقطنها 1.1 مليون نسمة.
وتوعد الحزب بمقاومة ما وصفه بأنه "احتجاز رهائن" من ممثليه وانتزاع 34 من المجالس المحلية التي يسيطر عليها من قبل حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا.
وقال الحزب "حزب العدالة والتنمية والحكومة أعلنا الحرب على كل دوائر المعارضة في البلاد خاصة الأكراد متذرعين بالانقلاب ... رد شعبنا على هذه الهجمات والاحتلال سيكون المقاومة."
وقالت وكالة الأناضول للأنباء الرسمية إن الشرطة فتشت مبنى البلدية ومنازل كايا وأربعة مسؤولين آخرين في مجلس البلدية. وأشارت إلى حكم صدر في يناير كانون الثاني بسجن كايا 15 عاما بتهمة "الانتماء لجماعة إرهابية" لكنه طعن على الحكم.
* فصل قضاة وممثلي ادعاء
تسير الحملة على الساسة المؤيدين للأكراد بالتوازي مع حملة تطهير للمتهمين بأنهم على صلة برجل الدين فتح الله كولن المقيم في الولايات المتحدة والذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة انقلاب في يوليو تموز. وينفي كولن هذه الاتهامات.
وفصلت السلطات أو أوقفت عن العمل أكثر من 110 آلاف شخص من العاملين في الجيش وأجهزة الدولة والقضاء وجهات أخرى وتحتجز 36 ألف شخص إلى حين محاكمتهم في إطار تحقيقات تتعلق بمحاولة الانقلاب يوم 15 يوليو تموز.
ونشرت الجريدة الرسمية يوم الخميس قرارات من السلطات القضائية بفصل 203 من القضاة وممثلي الادعاء لصلتهم بما تطلق عليه "جماعة كولن الإرهابية".
وأبدت جماعات لحقوق الإنسان وبعض حلفاء تركيا في الغرب قلقا من نطاق حملة التطهير وخشيتها من أن يستغل الرئيس رجب طيب إردوغان محاولة الانقلاب كذريعة لقمع المعارضة.
واعتقلت تركيا الآلاف من الساسة الأكراد من بينهم قادة حزبيون وعشرات من رؤساء البلديات من حزب الشعوب الديمقراطي ثاني أكبر حزب معارض في البرلمان والمتهم بأن له صلات بحزب العمال الكردستاني.
وتصنف تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حزب العمال الكردستاني جماعة إرهابية. وكان الحزب بدأ تمردا مسلحا ضد الدولة منذ عام 1984 سقط خلاله أكثر من 40 ألف قتيل.
وينفي حزب الشعوب الديمقراطي وأحزاب كردية أخرى أي صلة مباشرة لها بحزب العمال الكردستاني وتقول إنها تعمل من أجل التوصل إلى حل سلمي للصراع.
(إعداد لبنى صبري مراد للنشرة العربية - تحرير سها جادو) OLMEWORLD Reuters Arabic Online Report World News 20161117T052724+0000