من سامية الرزوقي
الرباط (رويترز) - قالت وسائل إعلام حكومية إن السلطات المغربية ألقت القبض على ناشط بارز يوم الاثنين مع متظاهرين آخرين شاركوا في موجة مسيرات احتجاجا على انتهاكات وفساد المسؤولين في شمال المملكة.
وذكرت وكالة المغرب العربي للأنباء نقلا عن الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف في الحسيمة أن ناصر الزفزافي، الذي ساعد على تنظيم الاحتجاجات لأشهر، سيخضع للتحقيق بتهم "تهديد الأمن الوطني" وجرائم أخرى.
والاحتجاجات السياسية نادرة في المغرب لكن التوتر يسود مدينة الحسيمة مسقط رأس الزفزافي منذ أكتوبر تشرين الأول بعد موت بائع سمك سحقا داخل شاحنة قمامة أثناء محاولته استعادة أسماك صادرتها الشرطة.
وكانت احتجاجات الحسيمة واحدة من أكبر الاحتجاجات منذ اضطرابات 2011 على غرار احتجاجات "الربيع العربي" مما دفع الملك إلى نقل بعض سلطاته لبرلمان منتخب على الرغم من أن القصر لا يزال يمسك بزمام السلطة المطلقة.
وقال مسؤول حكومي إن السلطات حاولت إلقاء القبض على الزفزافي في بادئ الأمر بعدما قاطع إمام مسجد أثناء إلقائه خطبة الجمعة في الحسيمة. لكن أنصاره تدفقوا على الشوارع واشتبكوا مع الشرطة وتمكن من مغادرة المدينة.
وذكرت وكالة المغرب العربي للأنباء أن الزفزافي احتجز يوم الاثنين ونقل مع محتجين معتقلين آخرين إلى مكتب الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدار البيضاء.
وقالت السلطات إنها احتجزت 20 شخصا منذ يوم الجمعة. ويقول نشطاء إن السلطات احتجزت 28 شخصا. وتشمل الاتهامات الموجهة للمحتجزين تلقي أموال ودعم لوجيستي لتقويض سلامة المملكة.
واحتجزت السلطات محتجين متضامنين مع حركة "حراك" التي يتزعمها الزفزافي في مختلف أنحاء البلاد يوم الأحد بما في ذلك في الرباط والدار البيضاء ومناطق حضرية أخرى.
وقال مسؤولو الصحة يوم السبت إن ثلاثة رجال شرطة أصيبوا إصابات بالغة عقب اشتباكات يوم الجمعة. ويقول نشطاء إن عددا من المحتجين نقلوا إلى المستشفى أيضا.
والغضب العام من موت بائع السمك يعيد إلى الأذهان انتفاضة تونس في 2011 عندما أضرم بائع متجول شاب النار في نفسه بعد أن صادرت الشرطة فاكهته وخضراواته. وأطاحت الانتفاضة بالرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي من السلطة وأثارت ثورات "الربيع العربي" في مختلف أنحاء المنطقة.
لكن الاحتجاجات في المغرب تدعو إلى حريات أكبر وإلى إصلاح النظام ولا تستهدف الملك بشكل مباشر.
غير أن الاضطرابات تأتي في وقت حساس تقدم فيها المملكة نفسها على أنها نموذج للاستقرار الاقتصادي والتغيير التدريجي وملاذ آمن للاستثمار في منطقة يمزقها العنف والتشدد الإسلامي.
(إعداد محمد اليماني للنشرة العربية - تحرير منير البويطي)