💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

مصر تضخ مياها تغرق تجارة الأنفاق في غزة

تم النشر 04/11/2015, 23:13
محدث 04/11/2015, 23:20
© Reuters. مصر تضخ مياها تغرق تجارة الأنفاق في غزة

من نضال المغربي

غزة (رويترز) - يتحدث محمود بكير بأسى عن الليلة التي صاح فيها في زوجته وابنائه الخمسة ليفروا من المنزل الموجود على حدود غزة مع مصر حين اندفعت المياه اليه.

نجا الرجل وأسرته خلال عملية غمر الأنفاق الأسبوع الماضي لكن المياه الآن تغطي شبكة الأنفاق الفلسطينية أسفل بلدة رفح الحدودية فقد دمرتها القاهرة لتقطع ما تقول إنه طريق لتهريب الأسلحة من غزة للإسلاميين المتشددين في سيناء المصرية.

بالنسبة لبكير (61 عاما) فإن مسألة أن مصر التي كانت ذات يوم بوابة ابناء غزة البالغ عددهم 1.8 مليون نسمة وراء معاناة أسرته مؤلمة بشدة.

وقال الرجل في منزله ذي الطابق الواحد الذي تسربت اليه المياه بينما تزداد الشقوق في أرضيته اتساعا "احنا بنحترم جيراننا وبنحب مصر بس جيراننا تقلوا (أثقلوا) علينا كتير."

وتضخ مصر المياه المالحة من البحر المتوسط في الأنفاق وهي بذلك لا تلحق بها الضرر وحدها لأنها تصعد الى السطح. ويقول مسؤولون فلسطينيون إنها أيضا تلوث إمدادات المياه وتهدد بتدمير الرقعة الزراعية ونشر الأمراض.

ويقول سكان إنه في ذروة نشاط تجارة الأنفاق بعدما سيطرت حركة حماس على قطاع غزة في 2007 وشددت إسرائيل من إجراءات إغلاق حدودها مع القطاع تم حفر نحو 2500 نفق أسفل الحدود مع مصر.

وكانت معظم التجارة في اتجاه غزة. تدفقت اليها سلع تجارية وأسلحة هربت في أنفاق منفصلة تسيطر عليها حماس وفصائل مسلحة أخرى في تحد لما يندد به فلسطينيون وكثير ممن يؤيدونهم بوصفه حصارا إسرائيليا.

بين عامي 2008 و2010 تردد أن بعض ملاك الأنفاق قد أصبحوا من أصحاب ملايين الدولارات بعدما نقلوا كل شيء من السيارات الهامر والغسالات إلى الأبقار والأغنام عبر شبكة الأنفاق تحت الأرض. وفرضت حماس ضرائب على هذه السلع.

وفي إحدى المراحل قدر عدد الفلسطينيين الذين يعملون في "صناعة" الأنفاق بحوالي 22 ألفا. لكن العدد انخفض بشكل حاد في 2010 بعدما سمحت إسرائيل- تحت ضغط دولي لتخفيف القيود على الواردات التجارية إلى غزة- بدخول المزيد من السلع عبر حدودها البرية.

بعدها في سبتمبر أيلول هذا العام قررت مصر- التي تقاتل إسلاميين متشددين في شمال سيناء- إغلاق الأنفاق نهائيا. وفي ظل إصرارها على وقف ما قالت إنه تدفق للأسلحة في الاتجاه المعاكس من غزة إلى المتشددين أخلت مصر المنطقة على جانبها من الحدود وبدأت في ضخ المياه في هذه المتاهة الموجودة تحت الأرض فانهارت التربة.

وقال أشخاص يعملون في بناء الأنفاق إن مصر ضخت المياه مرات عدة منذ سبتمبر أيلول وإنها خلال أسابيع قليلة ألحقت من الضرر بالشبكة- التي قدر ذات مرة إنها تمد غزة بنحو 30 بالمئة من وارداتها- ما يفوق ما سببه القصف الإسرائيلي خلال العقدين الماضيين.

والآن يقول هؤلاء إن أقل من 20 بالمئة من الأنفاق لا تزال تعمل لجلب السلع التجارية وعلى رأسها السجائر لسهولة تهريبها. ولا يستطيع أحد أن يقدر عدد أنفاق تهريب الأسلحة التي مازالت تعمل وهو سر تتكتم عليه حماس والفصائل المسلحة الأخرى التي كانت آخر حروبها ضد إسرائيل في 2014.

* آثار بيئية سيئة..

قال سكان ومسؤولون محليون إن هذا يسبب مشكلة بيئية حقيقية إذ تلوث مياه البحر احتياطيات مياه الشرب تحت الأرض. ووصلت المياه الزائدة الى شوارع ومنازل على مسافة 100 متر من السياج الحدودي. هناك تتناثر البرك والطين في كل مكان.

وقال تامر الصليبي مدير دائرة المياه في سلطة جودة البيئة بغزة وهو يعبر عن قلقه بشأن الضرر البيئي على المدى البعيد "كوب واحد من مياه البحر سيقوم بتلويث 40 كوبا من المياه الجوفية."

وقال أيضا إن ما تقوم به مصر قد يضعف أساسات المنازل- الضعيفة بالفعل جراء حفر الأنفاق- ويجعل التربة غير صالحة للزراعة في مناطق قرب الحدود. وهناك أيضا مخاطر بيئية بينها ركود المياه الذي قد يسبب انتشار البعوض وحشرات أخرى ناقلة للأمراض.

وقال صبحي رضوان رئيس بلدية رفح إن الآبار الستة التي تخدم المدينة البالغ عدد سكانها 230 ألفا مهددة بالتلوث. وأضاف "نحن نراقب الوضع والمياه التي تضخ على الحدود ولاحظنا وجود انهيارات في التربة في بعض الأماكن."

وقال رضوان أيضا إن القوات المصرية ضخت يوم الجمعة الماضي مياها من البحر من الصباح للمساء. وتابع "إذا ما استمروا في هذه الاعمال فسوف يعرضون حياة الناس ومساكنهم للخطر وقد يدفعوا الى تركها. نحن قمنا بمناشدة مصر أن توقف إغراق الحدود بمياه البحر."

ورفض قادة حماس مزاعم القاهرة عن تدخل الحركة في شؤون مصر وينفون أي وجود مسلح للحركة خارج غزة. والتقى ممثلون عن الحركة مع مسؤولين مصريين لكن فشلوا في إقناعهم بوقف هدم الأنفاق.

وفي منطقة الأنفاق يقوم العمال الآن بإزالة الطين من المكان الذي زخر بالنشاط ذات يوم وكان يوفر لسكان غزة احتياجاتهم من الإمدادات. وتغلق السلطات المصرية المعبر الحدودي لفترات طويلة.

© Reuters. مصر تضخ مياها تغرق تجارة الأنفاق في غزة

وقال أحد ملاك الأنفاق وطلب عدم نشر اسمه إن إنشاءه تكلف 200 ألف دولار وإن غمره بالمياه اضطره لخفض العمالة من 54 فردا إلى ثمانية. وأضاف "ندخل السجائر في أيام قليلة من الشهر ونمضي بقية الأيام في إزالة الطين."

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.