من إيزابيل كولز
مخيم حسن شام (العراق) (رويترز) - ربما بات الانتصار على تنظيم الدولة الإسلامية في معركة الموصل في متناول اليد، لكن كثيرين من قرابة مليون شخص نزحوا من المدينة جراء القتال المستمر منذ أشهر ليسوا في وضع يسمح لهم بالاحتفال.
فمبعث القلق الرئيسي في مخيم يؤوي بعض الفارين من القتال الدائر منذ ثمانية أشهر بين القوات العراقية ومتشددي تنظيم الدولة الإسلامية هو كيفية العيش دون كهرباء في أجواء تتجاوز درجة حرارتها 40 درجة مئوية.
ويبيع بعض النازحين الذين يعيشون في مخيم حسن شام شرقي الموصل حصصهم من المواد الغذائية كي يشتروا سلعة أثمن: الثلج. فكتلة صغيرة منه طولها 30 سنتيمترا تقريبا تباع نظير 500 دينار عراقي (0.43 دولار).
وقال بعض سكان المخيم وهم واقفون في طابور لشراء الثلج إنه يسعدهم رحيل المتشددين الذين ذاقوا على أيديهم ألوان العنف والحرمان لثلاث سنوات لكنهم يتساءلون كيف سيبدأون حياة جديدة في مدينة مدمرة.
معظمهم فقد سبل الرزق وكثير منهم فقد البيت وأقارب أيضا.
وقال محمد الحاج أحمد الذي وصل إلى المخيم قبل خمسة أيام من حي سوق الشعارين في الموصل حيث تقاتل القوات العراقية لطرد فلول المتشددين "لا يوجد شيء لم يأخذوه منا".
وفقد الحاج أحمد، وهو تاجر ملابس، منزله وسيارته وتجارته و15 فردا من عائلته الكبرى نتيجة سيطرة الدولة الإسلامية على الموصل.
وقال "إذا لم تحدث إعادة إعمار (DU:EMAR) ولم يرجع الناس لبيوتهم ولم يستردوا ممتلكاتهم، فما معنى التحرير؟"
* "هنا أكثر أمنا من هناك"
بعد ثلاثة أسابيع من القتال في شوارع المدينة القديمة الضيقة حيث تقوم الدولة الإسلامية بآخر محاولة للمقاومة، قال التلفزيون العراقي يوم السبت إن من المتوقع أن تحكم قوات الأمن العراقية سيطرتها على الموصل في الساعات المقبلة.
وكانت المرحلة الأخيرة من المعركة هي أسوأها مع حصار المتشددين داخل منطقة تزداد تقلصا من المدينة.
وبالنسبة للنازحين، ربما تنتهي المحنة سريعا لكن المستقبل يظل غامضا.
وقال حسين (18 عاما) الذي فر من الموصل مرتين هذا العام "لا عمل هنا (في الموصل) والوضع لا يزال غير مستقر".
وأضاف "هنا أأمن من هناك".
وكثير من المقيمين في مخيم حسن شام من أبناء الشطر الشرقي من المدينة، هذا على الرغم من استعادته في يناير كانون الثاني الماضي وعودة الحياة الطبيعية إليه نوعا ما.
وقال عزيز أحمد (43 عاما) إنه كان سيعود إلى الموصل لو كان ذلك باستطاعته، لكنه لا يمكنه تحمل تكاليف العودة ناهيك عن استئجار مسكن بالمدينة حيث ارتفعت الأسعار بسبب زيادة الطلب على المنازل.
أما يونس إدريس (20 عاما) فقد فر من حي عدن قبل أربعة أشهر خوفا من الخلايا النائمة التابعة للدولة الإسلامية ومن التفجيرات.
وقال "ما لم يتحسن الوضع فلن نعود... ليس واضحا ما سيحدث".
(الدولار = 1167 دينارا عراقيا)
(إعداد علي خفاجي للنشرة العربية - تحرير أمل أبو السعود)