من علي صوافطة
القدس (رويترز) - رغم تعلمه فن الأرابيسك قبل 50 عاما على يد أحد أقاربه يرى الفنان والكاتب المقدسي عزام أبو السعود أن الفرصة دائما مواتية لإعادة إحياء هذا الفن القديم والتذكير به ولو بمعرض يستغرق أياما قليلة.
ويعتبر فن الأرابيسك من الفنون التي تميزت بها الحضارة الإسلامية ويدخل في إنتاجه الخشب والزجاج والمعدن وتكون اللوحة عبارة عن مجموعة متكررة من الأشكال الهندسية المحفورة بدقة متناهية. وكان فن الأرابيسك في السابق من الفنون اليدوية ثم استخدمت فيه الآلات فيما بعد.
وكانت العديد من المساجد والكنائس والقصور تستخدم هذا الفن في نوافذها ولإدخال الإنارة إليها كلوحات فنية غاية في الجمال وتنعكس أشعة الشمس على ألوانها فتزيدها جمالا.
وقال أبو السعود (67 عاما) لرويترز فيما كان يقف بين مجموعة من أعمال الأرابيسك التي أنجزها في مركز يبوس الثقافي في مدينة القدس "تعلمت فن الأرابيسك من خالي نمر أبو السعود عندما كنت في السادسة عشر من عمري وكان حلمي دائما أن أشتغل في هذا الفن المميز."
وأضاف "هذا الفن الذي ازدهر في العهد الإسلامي في المدينة ومن أبرز آثاره تلك الموجودة في المسجد الأقصى وقبة الصخرة بدأ في الاندثار تدريجيا خلال المئة سنة الأخيرة ولم يعد موجودا سوى بشكل محدود جدا هنا في فلسطين."
وضم معرض أبو السعود 22 لوحة فنية تنوعت ما بين عمل نوافذ كتلك الموجودة في المسجد الأقصى وبعض الكنائس إضافة إلى مشربية كبيرة قال إنه سيضعها على شرفة منزله.
وأوضح أبو السعود أن المشربية عبارة عن تصميم خشبي مميز كان يوضع على شرفات المنازل بحيث يسمح بدخول الضوء إليها دون أن يرى من في الخارج من في الداخل وأخذت أشكالا وتصاميم مختلفة.
ويسعى أبو السعود الذي يعمل معه طاقم يضم مبرمجا على الكمبيوتر يتولى نقل التصاميم إلى الحاسوب ونجارا ينفذها إلى إحياء هذا الفن في المدينة المقدسة.
وقال "لدي طموح كبير بأن نعيد هذا الفن لعدد من منازل البلدة القديمة في القدس لتكون عنوانا لعروبتها في ظل محاولات التهويد التي تتعرض لها."
وأضاف "إذا نجحنا في وضع شباك لكل منزل من هذا الفن سيكون إنجازا كبيرا وسأبدأ في بيتي وآمل أن يكون متحفا صغيرا لهذا الفن المميز في مدينة القدس."
ويستخدم أبو السعود خشب البلوط في عمل الأرابيسك حيث يتحمل هذا الخشب درجات الحرارة المختلفة في الصيف والشتاء.
وقال "فن الأرابيسك قابل للتطور وإدخال أشكال هندسية متعددة وهناك ما يمكن إنجازه باستخدام الآلات وهناك بعض الأشياء التي تحتاج إلى عمل يدوي وهو متعب لكنه ممتع."
ويبدى النجار عصام أبو غزالة الذي مضى على عمله في هذه المهنة 28 عاما سعادة بالغة لمشاركته في إنجاز الأعمال المعروضة. وقال لرويترز "أشعر بالمتعة ونحن ننجز هذه اللوحات الفنية."
وأضاف أنه بدأ بوضع أعمال أرابيسك في منزله وقام بتركيب أول نافذة من الأرابيسك فيه.
ويطمح أبو السعود في عودة تدريس هذا الفن في المدارس المهنية وفي أن يعيد الطلاب إليه روحه بما فيها من أصالة وتراث.
وقال إنه يستعد لنقل معرضه الذي تنتهي فعاليته في القدس يوم الخميس القادم إلى رام الله خلال الفترة القادمة.
وأضاف "سيتم استثمار عائدات المعرض في مشروع يهدف الى إحياء هذا الفن في المدينة المقدسة."