من ستيفاني نيبيهاي
جنيف (رويترز) - عبر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد الحسين عن قلقه الشديد يوم الاثنين إزاء الاعتقالات والإقالات الجماعية في تركيا وتمديد حالة الطوارئ في البلاد قائلا إن "أجواء خوف" تسود الآن.
وأضاف الأمير زيد في مؤتمر صحفي في جنيف أنه يتعين على أنقرة الرد على الهجمات العنيفة ولكن دون انتهاك لحقوق الإنسان.
وأقالت تركيا أكثر من 3900 شخص من العاملين بالحكومة والجيش يوم السبت قائلة إنهم يمثلون تهديدا للأمن القومي وذلك في ثاني عملية تطهير واسعة النطاق منذ التصويت الشهر الماضي لصالح التعديلات الدستورية التي منحت الرئيس رجب طيب إردوغان سلطات موسعة.
وجرى إيقاف أكثر من تسعة آلاف شرطي عن العمل يوم الأربعاء الماضي واعتقال ألف آخرين لصلتهم المزعومة بشبكة رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة فتح الله كولن الذي تتهمه أنقرة بالضلوع في الانقلاب الفاشل في يوليو تموز الماضي. وينفي كولن ضلوعه في الأمر.
وكان إردوغان قال مرارا إن حكومته لا تحد من حرية التعبير وإن الإجراءات الأمنية ضرورية بسبب خطورة التهديدات التي تواجه تركيا.
وقال الأمير زيد للصحفيين يوم الاثنين "في ظل هذا العدد الكبير من المستبعد بشدة أن تكون الاعتقالات وقرارات الإيقاف عن العمل جرت وفق المعايير السليمة".
وأضاف "نعم يجب التعامل مع الهجمات الإرهابية ولكن ليس على حساب حقوق الإنسان".
وتابع "أشعر بقلق بالغ إزاء تمديد حالة الطوارئ" كما أبدى قلقه إزاء "مناخ الخوف السائد في البلاد".
وفي المجمل تم إيقاف أو إقالة نحو 120 ألف شخص عن العمل واعتقال أكثر من 40 ألفا في أعقاب محاولة الانقلاب التي أسفرت عن سقوط 240 قتيلا معظمهم من المدنيين.
وقال الأمير زيد إنه تم اعتقال عدد كبير من الصحفيين في تركيا.
وأضاف "الصحافة ليست جريمة في تركيا. إنها قضية يجب أن توليها الحكومة اهتماما كبيرا".
ووفقا للمعهد الدولي للصحافة هناك 151 صحفيا محتجزا في تركيا جرى اعتقال أغلبهم في أعقاب محاولة الانقلاب.
ويقول المعهد ومقره فيينا إن الضغط الحكومي على النظام القضائي أضعف الفصل بين السلطات وحكم القانون وهو ما جعل الصحفيين غير قادرين على الدفاع عن أنفسهم بشكل فعال في المحاكم.
(إعداد علا شوقي للنشرة العربية - تحرير نادية الجويلي)