من إد كروبلي
كمبالا (رويترز) - قالت أوغندا يوم الخميس إن فرض حكومة "وصاية" خارجية على جنوب السودان في محاولة لإنهاء حرب أهلية عرقية مضى عليها ثلاث سنوات وإبادة جماعية محتملة سيؤدي فقط إلى تفاقم الوضع الأمني هناك.
ويوشك الصبر على حكومة الرئيس سلفا كير في جوبا على النفاد مع ازدياد أعداد اللاجئين وهو ما يغذي أحاديث في دوائر السياسة الدولية ومنها صفحات الرأي بصحيفة نيويورك تايمز بأن حكومة "وصاية" حل قابل للتطبيق.
لكن وزير الدولة الأوغندي للشؤون الخارجية أوكيلو أوريم رفض الفكرة وقال إن مثل هذا التدخل سيعارضه حتى ريك مشار أشد خصوم كير والذي يعيش حاليا رهن الإقامة الجبرية في جنوب أفريقيا.
وقال أوريم وهو الصوت الرئيسي المعبر عن السياسة الخارجية في أوغندا إحدى أقوى الدول المجاورة لجنوب السودان "لا أظن أنها فكرة جيدة."
وتابع قائلا في مقابلة مع رويترز "هذه عقلية استعمارية. إذا بدأت محاولة لفرض وصاية في جنوب السودان فإنني أعتقد أنه حتى فريق مشار سيقاومها ويحاربها... تلك فكرة يجب ألا تكون مطروحة للنقاش."
وحصل جنوب السودان على استقلاله عن السودان في عام 2011 لكن التوترات بين الجماعات العرقية المتعددة في البلد الوليد طفت سريعا على السطح واندلعت حرب أهلية في 2013 بين قوات الأمن التي تغلب عليها قبائل الدنكا المنتمي لها كير ووحدات مسلحة من قبائل النوير التي ينتمي لها مشار.
وساهمت اتفاقية سلام تم التوصل إليها برعاية دولية في استعادة بعض الهدوء لكنها انهارت في يوليو تموز من العام الماضي مع اندلاع قتال شرس بين القوات المتنافسة في جوبا تمكن بعدها مشار الذي أصيب بجروح من الفرار إلى جمهورية الكونجو الديمقراطية المجاورة.
وأرسلت أوغندا جنودها حين اندلع القتال في بادئ الأمر في 2013 في خطوة قالت كمبالا إنها حالت دون وقوع مذابح عرقية على غرار الإبادة الجماعية في رواندا في 1994.
لكن أوريم قال إن انتقادات وجهت إلى أوغندا وتلميحات إلى أنها لها دوافع خفية تعني أن أوغندا غير مستعدة لإعادة إرسال أي قوات حتى تحت رعاية قوة الحماية الإقليمية التي اقترحها الاتحاد الأفريقي العام الماضي.
وأضاف قائلا "أبلغناهم أننا لن نعود. أوغندا لم تعد مهتمة بإرسال جنودها وفتيانها إلى جنوب السودان."
(إعداد معاذ عبد العزيز للنشرة العربية - تحرير وجدي الالفي)