من ستيفاني نيبهاي
جنيف (رويترز) - قال مسؤول رفيع في اللجنة الدولية للصليب الأحمر يوم الخميس إن السلطات والمعارضة في سوريا سمحتا للجنة بتسليم كميات متزايدة من المساعدات في ظل اتفاقات محلية لوقف إطلاق النار منذ أغسطس آب الماضي وذلك في علامة محتملة قد تنبئ بالتحرك نحو المصالحة في الحرب الأهلية.
وقال بوريس ميشيل الرئيس المنتهية ولايته لبعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا لرويترز في مقابلة أيضا إن اللجنة قامت بخمس زيارات لأربعة سجون تديرها الحكومة العام الماضي وهي الزيارات الأولى منذ مايو آيار 2012.
وقال ميشيل "على نحو متزايد ومن خلال عملية المصالحة المحلية بدأت تنفرج الأمور."
وأضاف قوله "إذا أردت تخفيف الصراع فيجب أن تبدأ من المستوى المحلي وتبني اتفاقات هدنة وترتيبات محلية لمجرد تحقيق الاستقرار للأوضاع لأن الناس أصابها الإنهاك بعد أربعة أعوام من الصراع والخسائر البشرية للصراع هائلة."
وللجنة الدولية للصليب الأحمر 300 موظف في سوريا منهم 51 أجنبيا بالمقارنة مع 35 موظفا قبل عام.
وقال ميشيل "تحقق تقدم خلال العام وتلقينا عددا أكبر كثيرا من تأشيرات الدخول وعبرنا الكثير من خطوط المواجهة وفتحنا المزيد من المكاتب."
وأضاف قوله "كان الهدف هو التفاوض (مع اطراف) في الداخل لتسهيل وصولنا. وأقنعنا السلطات بالسماح بمزيد من التيسير في الوصول إلى الضحايا ولذا زاد تسليم المساعدات الإنسانية على أساس الاحتياجات ومن ثم نعبر خطوط المواجهة في أنحاء سوريا."
وقال ميشيل "إننا نعمل على نحو متزايد لمساندة عملية المصالحة وتقديم خدمات من أجل تحقيقها (اتفاقات الهدنة). وهذا جزء من الجهود من أجل جعل سوريا في حال أفضل في المستقبل."
ولعبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر دورا في اتفاقات الهدنة في برزة ومعضمية واليرموك ويلدا بابيلا قرب دمشق والواعر في حمص.
وقال ميشيل "وصلنا إلى مناطق يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية."
واضاف "هذه المناطق يمكن الوصول إليها مع الكثير مع القيود والصعاب لكننا نريد الوصول إليها لأنه يوجد فيها الكثير من الناس الذين يحتاجون إلى المساعدة."
وفي برزة تقوم اللجنة الدولية للصليب الأحمر بإصلاح مشفى على خطوط المواجهة لخدمة الناس في كل الأطراف.
وقال "إنها موجودة لكن اتفاقات الهدنة هشة وقد تؤدي طلقة واحدة إلى انهيار كل شيء."
واضاف قوله "نجحنا في تقديم مساعدات جراحية في كثير من المناسبات وسلمنا عشرات المستشفيات في الجانبين مساعدات جراحية وهو انفراج مهم."
ومن خلال استئناف الزيارات للسجون تقدم اللجنة المساعدة في اقتفاء أثر المفقودين وإعادة الروابط الأسرية ومناقشة أحوال الحبس مع السلطات.
ولم تقم اللجنة الدولية بزيارة أناس تحتجزهم قوى المعارضة بسبب المشكلات الأمنية. واستدرك ميشيل بقوله "ولكننا على الأقل وصلنا إلى المرحلة التي يمكننا فيها تقديم طلبات ونحاول الحصول على إجابات."
وتابع قائلا "تضاعف فريقنا الخاص بالمياه والصرف الصحي منذ بداية عام 2014. ولنا نحو 450 مشروعا جاريا في كل أرجاء البلاد.. كل المحافظات.. تقدم المياه النظيفة إلى 15 مليون نسمة."
وقال ميشيل "يوجد الكثير من محطات الطاقة ومحطات معالجة المياه في مناطق المعارضة. واستطعنا عبور الخطوط واقناعهم حيثما توجد المحطات سواء في جانب الحكومة أو المعارضة بأن قطع المياه أو خلق مشكلات في إمدادات المياه ليس في مصلحة أحد."