من مها الدهان
أبوظبي (رويترز) - قالت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) لرويترز يوم الأربعاء إن الصراع في اليمن يعطل موسم زراعة المحاصيل ويهدد بنقص الغذاء في الوقت الذي يتقلص فيه مخزون الغلال.
وقال عبد السلام ولد أحمد مساعد المدير العام للمنظمة لشمال افريقيا والشرق الأدنى إن مخزون اليمن من الغلال استقر عند نحو 860 ألف طن لدى بدء الضربات الجوية بقيادة السعودية ضد الحوثيين المتحالفين مع إيران وهي كمية تكفي لثلاثة أو أربعة أشهر.
وأضاف في مقابلة عبر الهاتف أن معظم الغلال من القمح (الطحين) لكنها تشمل أيضا الأرز والذرة.
وتابع "نشعر بقلق بالغ من ألا يكون في مقدور هذا البلد الاستمرار في الواردات في الوقت الذي تتقلص فيه المواد الغذائية نتيجة استمرار الصراع."
ويقصف تحالف تقوده السعودية الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح منذ أسابيع في محاولة لمنع الحوثيين من السيطرة على مدينة عدن الجنوبية.
وقال ولد أحمد إن الحالة المرورية تعطلت منذ بدء الضربات الجوية في 26 مارس آذار.
وأضاف "هناك مخاوف كبيرة من أن المواد الغذائية ستصبح أقل فأقل داخل البلاد."
ويستورد اليمن نحو 90 بالمئة من احتياجاته من القمح ومئة في المئة من احتياجاته من الأرز رغم أن نحو ثلثي اليمنيين يعملون في الزراعة.
وقالت منظمة الأغذية والزراعة في بيان في وقت سابق يوم الأربعاء إنها تشعر بالقلق لأن الضربات الجوية تأتي في وقت يستعد فيه المزارعون لزراعة أراضيهم مما يهدد محصول عام 2015 .
ومع اعتماد معظم الناس على ما يزرعونه من محاصيل واستخدام نحو 90 بالمئة من موارد الماء في اليمن في الزراعة فإن اليمنيين يكونون عرضة للخطر على نحو خاص عندما تعطل الصراعات انتاجهم الزراعي.
وتعمل المنظمة منذ عام 2014 لدعم المزارعين اليمنيين ولكنها تقول إنها لم تتلق سوى أربعة ملايين دولار فقط من 12 مليون دولار تحتاجها لبرامجها.
وقالت المنظمة إن نحو نصف سكان اليمن البالغ عددهم 26 مليونا يصنفون على أنهم ممن يعانون من انعدام الأمن الغذائي في حين أن 16 مليونا بحاجة لشكل من أشكال المساعدة الانسانية ولا يستطيعون الحصول على مياه صالحة للشرب.
وبدأت واردات الغذاء إلى اليمن تتوقف بعد أسبوع من بدء الضربات الجوية بقيادة السعودية في اليمن مما يضع المخزون الهش تحت ضغط ويرغم الموردين التجاريين على الابتعاد.
وكانت الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي في اليمن التي أنشئت ردا على ارتفاع أسعار الغذاء العالمية عام 2008 تهدف إلى خفض انعدام الأمن الغذائي بنحو الثلث بحلول عام 2015 وإلى أن يتمتع 90 بالمئة من السكان بالأمن الغذائي بحلول عام 2020 .
ولكن هذه الاستراتيجية أعاقها عدم الاستقرار في اليمن منذ الاحتجاجات الشعبية التي أطاحت بصالح عام 2011 .