من أنجوس مكدوال وتوم بيري
بيروت (رويترز) - قال اثنان من قادة المعارضة السورية المسلحة المدعومة من تركيا يوم الاثنين إن المقاتلين يستعدون لبدء هجوم بهدف طرد تنظيم الدولة الإسلامية من مدينة الباب السورية وذلك في إطار معركة قد تشعل قتالا جديدا مع جماعات كردية للسيطرة على المنطقة.
ويمكن لأي تصعيد جديد في الصراع المعقد المتشابك بشمال سوريا أن يقوض حملة يدعمها تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة لطرد التنظيم المتشدد من مدينة الرقة السورية.
وتتحول مدينة الباب سريعا إلى صدع كبير في الحرب بشمال سوريا حيث أصبح مقاتلو الجيش السوري الحر المدعومون من القوات التركية أقرب من أي وقت مضى من الخطوط التي تسيطر عليها الحكومة السورية وحلفاؤها الإيرانيون والروس في حلب.
وقال قائد إحدى الجماعات التي تقاتل تحت لواء الجيش السوري الحر وتشارك في عملية درع الفرات التي تدعمها تركيا في شمال سوريا وبدأت في أغسطس آب "لا يفصلنا شيء عن الباب."
وأضاف لرويترز طالبا عدم نشر اسمه "سنكون بداخل الباب في غضون أيام قليلة جدا إن لم تكن ساعات."
ونقل المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم الاثنين عن سكان قولهم إن مدفعية تركيا والجيش السوري الحر تقصف المناطق المحيطة بالباب. وقال قيادي آخر بالجيش السوري الحر عرف نفسه باسمه الحركي وهو أبو أسعد دابق إن مقاتلي المعارضة أصبحوا على بعد أقل من ثلاثة كيلومترات.
* تحذيرات من حلفاء الحكومة
وتقع الباب على بعد 30 كيلومترا جنوبي الحدود السورية مع تركيا وتبعد نفس المسافة عن حلب مما يعني أن السيطرة عليها قد تساعد مقاتلي المعارضة على التقدم في مواجهة القوى الموالية للحكومة التي تحاصر رفاقهم داخل المدينة.
ويشير إحصاء للمكتب المركزي للإحصاء في سوريا إلى أن 63 ألف شخص كانوا يعيشون في مدينة الباب قبل الحرب والمدينة محور للطرق الرئيسية في المنطقة شمالي حلب.
وقال قيادي في المعارضة طلب عدم ذكر اسمه "بإذن الله وبالسيطرة على الباب سنكون على مشارف المدينة الصناعية (في حلب) ومشارف ميناء كويرس الجوي ومشارف كلية المشاة أي في مواجهة مباشرة مع النظام."
لكن حلفاء الحكومة السورية حذروا تركيا الشهر الماضي من التقدم باتجاه مواقعهم إلى الشمال والشرق من حلب قائلين إن أي خطوة من هذا النوع ستقابل "بحسم وقوة".
وتقع الباب أيضا بين منطقتين يسيطر عليهما الأكراد وستعني السيطرة عليها إحباط طموحات الأكراد لضمها وهو أمر يرى فيه الأكراد السوريون ضرورة للتقدم في سبيل هدفهم لحماية الحكم الذاتي للأكراد في شمال سوريا.
* عملية الرقة
وتعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب الكردية امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي بدأ تمردا قبل ثلاثة عقود داخل تركيا وتصنفه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بأنه تنظيم إرهابي.
وحاولت الوحدات وجماعات حليفة لها التقدم باتجاه الباب أيضا في الشهور القليلة الماضية من منطقتين إلى الغرب والشرق لكنها لا تزال على بعد نحو عشرين كيلومترا من الاتجاهين.
ووحدات حماية الشعب الكردية هي أقوى عنصر في قوات سوريا الديمقراطية التي تضم جماعات مسلحة تقاتل الدولة الإسلامية وبدأت الأسبوع الماضي هجوما على أراض يسيطر عليها التنظيم المتشدد شمالي الرقة.
وتصر تركيا على ضرورة عدم مشاركة وحدات حماية الشعب في حملة الرقة وهو الشيء ذاته الذي تقوله الوحدات بخصوص مشاركة تركيا.
وأصبح التقدم باتجاه الرقة معقدا بالفعل بسبب مخاوف من أن يصب الدور الرئيسي الذي يلعبه الأكراد في المعركة -التي تهدف للسيطرة على المدينة ذات الأغلبية العربية- في مصلحة الدعاية للدولة الإسلامية.
وفي الأسبوع الماضي قال لواء ثوار الرقة وهو إحدى الجماعات العربية القليلة التي تشارك في القتال في تلك المنطقة إنه لن يشارك في المعركة لأن مشاركة العرب فيها محدودة للغاية.
وقال محمود الهادي رئيس المكتب السياسي للواء ثوار الرقة لرويترز إنه ليس راضيا عن بدء العملية بهذا الشكل.
وقالت جيهان شيخ أحمد المتحدثة باسم عملية الرقة التابعة لقوات سوريا الديمقراطية في تصريحات للصحفيين عبر موقع للتواصل الاجتماعي يوم السبت إنها تعتقد أن هناك عددا كافيا من العرب يشاركون في العملية.
وقالت الولايات المتحدة إن العرب يجب أن يلعبوا الدور الأساسي في أي مسعى لانتزاع الرقة.
وأشارت تركيا إلى أن عملية درع الفرات سوف تستهدف مدينة منبج التي تقع على بعد 40 كيلومترا إلى الشرق بعدما تسيطر على الباب. وتسيطر قوى متحالفة مع قوات سوريا الديمقراطية على منبج منذ شهور.
وقد يؤدي هذا إلى تصعيد أكبر بكثير بين تركيا والجماعات الكردية مما قد يحبط بدوره جهود الولايات المتحدة للإشراف على هجوم قوات سوريا الديمقراطية على الدولة الإسلامية في الرقة.
وقالت المتحدثة باسم عملية الرقة إنه بالنسبة لما يحدث في الباب فسيكون له تأثير بشكل أو بآخر على عملية الرقة.
(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية - تحرير حسن عمار)