من إيمي ساويتا لوفيفر
بانكوك (رويترز) - انفجرت قنبلة في واحد من أشهر المزارات الدينية في العاصمة التايلاندية بانكوك يوم الاثنين فقتلت 19 شخصا بينهم ثلاثة سياح اجانب وأصابت عشرات بجروح في هجوم وصفته الحكومة بأنه محاولة لتدمير الاقتصاد.
ولم يعلن أحد حتى الآن المسؤولية عن الانفجار في مزار إيراوان الواقع عند تقاطع طرق رئيسي في وسط المدينة. وتخوض قوات الأمن حربا ضد تمرد اسلامي محدود في جنوب البلد الذي تهيمن عليه أغلبية بوذية. لكن هؤلاء المتمردين لم يشنوا إلا نادرا هجمات خارج معقلهم.
وقال وزير الدفاع براويت ونجسوان لرويترز "الجناة استهدفوا تدمير الاقتصاد والسياحة لأن الحادث وقع في قلب منطقة سياحية."
وفي وقت سابق قالت بعض وسائل الإعلام ان 27 شخصا قتلوا. وأبلغ رئيس الشرطة الوطنية سوميوت بومبانموانج الصحفيين أن الهجوم لم يسبق له مثيل في تايلاند.
واضاف قائلا "كانت قنبلة أنبوبية. وضعت داخل مزار إيراوان."
ويمثل مزار إيراوان- الذي يقع في منعطف مزدحم قريب من فنادق كبرى ومراكز تجارية ومكاتب ومستشفيات- منطقة جذب سياحية مهمة خاصة للزائرين من شرق آسيا كالصين. ويتعبد هناك أيضا الكثير من عموم أهل تايلاند.
ونقلت قناة التلفزيون المحلية عن رئيس الوزراء برايوت تشان-أوتشا إن الحكومة ستنشيء "غرفة حرب" لتنسيق الرد على الانفجار.
وقال ضابط بشرطة السياحة إن بين القتلى صينيين اثنين وفلبينيا. وقالت وكالة إنقاذ إن 81 شخصا أصيبوا بجراح وذكرت وسائل إعلام محلية أن معظمهم من الصين وتايوان.
وقال ماركو كانينجهام -وهو مسعف نيوزيلندي يعمل في خدمة الإسعاف في بانكوك- "كان الأمر أشبه بسوق للحوم." وقالت خدمة الإسعاف بالعاصمة إن الانفجار خلف حفرة بعرض مترين.
وقال كانينجهام "تناثرت الجثث في كل مكان. بعضها كان ممزقا. كانت السيقان والأيدي مكان الرؤوس.. الأمر كان مروعا" مضيفا أن عددا كبيرا من الأشخاص أصيبوا رغم وجودهم على بعد مئات الأمتار.
* توتر سياسي..
في موقع الحادث أمرت السلطات بإبعاد المارة وقالت إنها تمشط المكان بحثا عن قنابل أخرى. لكن الشرطة قالت في وقت لاحق إنها لم تعثر على اي متفجرات أخرى.
وزادت السلطات الكمائن الأمنية في تقاطعات الطرق الرئيسية بالمدينة والمناطق السياحية. وواصلت شبكة السكك الحديدية المعلقة في المدينة والتي تمر فوق منطقة الانفجار العمل بشكل عادي.
وتشير دلائل الاشتباه الأولية إلى انفصاليين إسلاميين في الجنوب لكن تايلاند تعيش منذ عشر سنوات صراعا يشوبه التوتر وأحيانا العنف على السلطة بين الفصائل السياسية في بانكوك.
وفي فبراير شباط الماضي وقعت انفجارات في خطوط أنابيب خارج مركز تجاري فاخر بنفس المنطقة لكن الضرر لم يكن كبيرا.
وقالت الشرطة إن ذلك الهجوم كان يهدف لزيادة التوترات بينما كانت المدينة تخضع لحكم عسكري.
ويحكم الجيش تايلاند منذ مايو أيار 2014 حين أطاح بحكومة منتخبة بعد أشهر من احتجاجات مناهضة للحكومة شابها العنف في ذلك الوقت.
والتقاطع الذي يقع عنده المزار الذي استهدف في هجوم يوم الاثنين كان مسرحا لاحتجاجات معادية للحكومة استمرت لأشهر في عام 2010 قام بها مؤيدون لرئيس الوزراء السابق تاكسين شيناواترا. وقتل عشرات في حملة عسكرية شنها الجيش واندلعت النيران في مركز تجاري.