ممر سوالكي على الحدود بين بولندا وليتوانيا (رويترز) - أجرت قوات أمريكية وبريطانية أول مناورة دفاعية واسعة النطاق لحلف شمال الأطلسي على الحدود بين بولندا وليتوانيا للتدريب على مواجهة احتمال أن تحاول روسيا عزل دول البلطيق عن بقية أعضاء التحالف الغربي.
تمتد الحدود بين البلدين بطول 104 كيلومترات وسط أراض زراعية وتلال صغيرة في منطقة تعرف باسم ممر سوالكي والتي إذا استولت روسيا عليها فستعزل استونيا ولاتفيا وليتوانيا.
وشاركت طائرات هليكوبتر أمريكية وطائرات بريطانية على مدى يومين في تدريبات شملت كذلك قوات من بولندا وليتوانيا وكرواتيا في محاكاة للدفاع عن بؤرة التوتر المحتملة.
وقال اللفتنانت جنرال الأمريكي بن هودجيز لرويترز "الممر معرض للخطر بسبب موقعه الجغرافي. ليس من المحتم وقوع هجوم بالطبع لكن... إذا أغلق فسيكون هناك ثلاثة حلفاء في الشمال معزولين عن بقية التحالف".
وتنفي روسيا أي خطط لغزو البلقان وتقول إن حلف شمال الأطلسي هو الذي يهدد استقرار شرق أوروبا بتكثيف وجوده العسكري هناك وإجراء مثل هذه التدريبات العسكرية.
لكن هودجيز الذي يقود القوات الأمريكية في أوروبا قال إن من الضروري للحلف إظهار مدى استعداده.
وأضاف "يتعين علينا أن نتدرب وأن نظهر أن بإمكاننا دعم حلفائنا في إبقاء (الممر) مفتوحا والحفاظ على ذلك الرابط".
وغير ضم روسيا لشبه جزيرة القرم الأوكرانية في البحر الأسود عام 2014 حسابات حلف الأطلسي حيث بات يرى روسيا خصما على نحو متزايد. وقبل ذلك الحين لم تكون هناك قوات من أعضاء آخرين في التحالف متمركزة في دول البلطيق. أما الآن فتنتشر في استونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا أربع مجموعات قتالية يتجاوز أفرادها 4500 جندي.
وتضغط بولندا على الدول الأخرى في حلف الأطلسي لاستخدام بعض هذه القوات لتأمين ممر سوالكي الذي يمثل نقطة ضعف ولردع العدوان الروسي المحتمل. لكن في حين شارك 1500 جندي في المناورات التي عقدت في مطلع الأسبوع فقد حذر قائد عسكري ليتواني من أن الأمر سيتطلب المزيد للدفاع عن الممر في حال حدوث صراع فعلي.
وقال البريجادير جنرال فالديماراس روبسيس قائد القوات البرية الليتوانية "هذه فحسب مناورات محدودة النطاق بالنسبة لما يلزم فعله في حالة وقوع هجوم حقيقي لكنها مهمة بالنسبة لنا لأنها تظهر أن الحلفاء يشاركوننا القلق".
(إعداد علي خفاجي للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)