من بولين ميفيل
باريس (رويترز) - عندما اقتحم مسلحون من تنظيم الدولة الإسلامية يوم 13 نوفمبر تشرين الثاني مسرح باتاكلان في العاصمة الفرنسية باريس أنقذ ديدي عشرات الأشخاص والآن يعود أولئك إليه أملا في السكينة والسلوان.
ويلتقي هؤلاء عادة في المقاهي مع ديدي أحد المسؤولين عن تأمين المسرح ليجلسوا سويا ويتحدثوا ويواسوا بعضهم البعض.
وتقول ميريام إحدى الناجيات التي تلتقي به بشكل منتظم "كانت رؤيته وهو يظهر هذا القدر من رباطة الجأش والنظام والكفاءة والإنسانية الشديدة ضربا من الخيال... كنا نلتزم بكل ما يقوله. لقد كان مرجعنا."
وفي حين يقول الجزائري ديدي الذي طلب عدم ذكر اسمه بالكامل إنه ليس بطلا تقول ميريام إن لقاءه يساعدها على تجاوز ما حدث.
وتقول ميريام التي سعت كغيرها من الناجين -الذي أودى بحياة 90 شخصا- أسابيع للقائه وشكره وهي أم ترعى طفلها البالغ من العمر عشرة أشهر بمفردها "كان هذا مهما للغاية. كان عاملا أساسيا في مساعدتي على الشعور بالتحسن والمضي قدما في الحياة. المقدرة على قول شكراً للشخص الذي فعل ذلك كان مريحا للغاية... المقدرة على احتضان شخص ما وإخباره بأنه أنقذ حياتك."
ويتواصل ديدي الذي لم يعد بعد لعمله منذ حدوث الهجمات مع الناجين بشكل مستمر عبر الهاتف.
ويقول فرانك أوفيرت -الذي أسس مع ناجين آخرين جمعية للضحايا أطلقوا عليها اسم (الحياة لباريس) "لولاه لما بقيت حيا. هو من قال لي ’اذهب إلى هناك وابتعد عن هذا الطريق.’"
ويضيف أوفيرت الذي التقى بديدي في مقهى بباريس "حاول شخص ما إطلاق النار علي بينما كنت في الشارع وطلب مني ديدي الاختباء ولولا ذلك لبقيت في وسط الشارع وتعرضت لإطلاق النار."
وقدم الناجون طلبات للحكومة لمكافأة ديدي على شجاعته وقالت مصادر في وزارة الخارجية إنها تبحث منح ديدي وسام جوقة الشرف.
وقال ديدي لرويترز "مساعدة الآخرين ورؤيتهم يمضون قدما في تعافيهم هو ما سيساعدني على التحسن والتعافي."
(إعداد محمد الشريف للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)