من لوك بيكر
القدس (رويترز) - يدرس مسؤولون إسرائيليون تغيير الطريقة التي سيلقي بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كلمته المقررة أمام الكونجرس الأمريكي الشهر المقبل في محاولة لتهدئة الضجة التي نشبت بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي بسبب الكلمة المرتقبة والتي ستركز على إيران.
ومن المقرر أن يلقي نتنياهو كلمة أمام جلسة مشتركة للكونجرس عن برنامج إيران النووي في الثالث من مارس آذار قبل أسبوعين فقط من الانتخابات الإسرائيلية تلبية لدعوة من رئيس مجلس النواب الجمهوري جون بينر.
وأثارت دعوة بينر قلقا في كل من إسرائيل والولايات المتحدة إذ ينظر إليها وكأن نتنياهو يتعاون مع الجمهوريين للتدخل في سياسة الرئيس الأمريكي باراك أوباما تجاه إيران.
كما ينظر لها باعتبارها تضع الروابط السياسية بين نتنياهو والجمهوريين فوق العلاقات الثنائية بين إسرائيل والولايات المتحدة في الوقت الذي تمنح فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي دفعة دعائية قبل انتخابات 17 مارس آذار.
وقال مصدر إنه نتيجة لذلك يدرس مسؤولون إسرائيليون إمكانية أن يتحدث نتنياهو أمام جلسة مغلقة للكونجرس بدلا من بث الكلمة تلفزيونيا في وقت يحظى بنسبة مشاهدة عالية لامتصاص قدر من الضجة المثارة بشأن الحدث.
وهناك خيار آخر بأن يلقي نتنياهو كلمته أمام الاجتماع السنوي للجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية في واشنطن في نفس الأسبوع وليس أمام الكونجرس.
وقال مصدر مقرب من مكتب رئيس الوزراء "القضية محل بحث منذ أسبوع. يناقش (نتنياهو) الأمر مع حزب ليكود والبعض يقول إنه يجب أن يتخلى عن إلقاء الكلمة في حين يقول آخرون إنه يجب أن يلقيها."
وقال مسؤولون في مكتب نتنياهو إن جدوله لم يتغير حتى الآن.
وقال مسؤول "في الأيام القليلة الماضية جرى التحدث مع رئيس الوزراء عدة مرات بشأن رحلته للولايات المتحدة... في الوقت الراهن لا يوجد تغيير في الخطط."
وأوضحت نتيجة استطلاع للرأي أجراه راديو الجيش الإسرائيلي يوم الاثنين إن 47 بالمئة ممن جرى استطلاع رأيهم يعتقدون أنه يجب أن يلغي نتنياهو الكلمة في حين يقول 34 بالمئة إنه يجب أن يلقيها.
وهناك مؤشرات على أن القضية تؤثر على نتائجه في الاستطلاعات بشأن شعبيته.
*ضغوط
وأظهر استطلاع أجرته صحيفة تايمز أوف إسرائيل يوم الاثنين أن حزب ليكود سيفوز بثلاثة وعشرين مقعدا في الكنيست المؤلف من 120 مقعدا أي أقل بأربعة مقاعد من المعارضة التي تنتمي ليسار الوسط. وكانت استطلاعات سابقة قد أظهرت أن كلا من ليكود وتحالف المعارضة سيحصلان على 24 مقعداً في الكنيست.
وفي كلمة للإذاعة الأسبوع الماضي لمح نائب وزير الخارجية إلى أنه تم "تضليل" نتنياهو بشأن الخطبة ليعتقد أنها تحظى بموافقة الديمقراطيين في حين أن الديمقراطيين لم يكونوا كلهم موافقين على محتواها.
ورغم أن هذا أتاح لنتنياهو مساحة للانسحاب إذا زادت الضغوط في الداخل ومن واشنطن لكن يبدو أن الوقت ربما يكون قد فات.
وإذا انسحب نتنياهو الآن فقد يجعله ذلك يبدو أمام ناخبيه بمظهر الضعيف. كما أنه يحتاج لفرصة كي يستعرض موقفه المتشدد من إيران قبل الانتخابات فيما يحتل الأمن القومي أولوية لدى الناخبين.
وخلال كلمة ألقاها أمام الأعضاء المتحدثين بالفرنسية من حزبه يوم الأحد بدا نتنياهو متشبثا بموعد الثالث من مارس آذار قائلا "سأذهب إلى أي مكان أدعى إليه لعرض الموقف الإسرائيلي ضد كل من يريدون قتلنا."