💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

نسرين أكرم خوري.. البساطة التي تتفجر إيحاء ورموزا

تم النشر 27/05/2015, 10:56
نسرين أكرم خوري.. البساطة التي تتفجر إيحاء ورموزا

من جورج جحا

بيروت (رويترز) - قصائد مجموعة الشاعرة السورية نسرين أكرم خوري (بجرة حرب واحدة) تتسم ببساطة فنية أخاذة تتفجر إيحاء ورموزا وصورا لتصف عمل الحرب في النفس والعالم المحيط بها.

أهمية البساطة في مثل هذه الحال تكمن في أمور منها بعدها عن التسطيح والسذاجة وفي الوقت نفسه عن التعقيد إذ استطاعت الشاعرة الشابة أن تحول أوضاعا معقدة جدا إلى شأن إنساني نفاذ وبسيط وجمالي على ما فيه من المفجع.

الرموز في قصائد المجموعة عامة "سيالة" بعيدة عن الغموض الفكري البارد أو المرهق إنما هي شئ من الحياة مألوف وقادر على أن ينقلنا إلى آفاق نكتشف أنها كانت قابعة في أعماقنا.

القصائد -وهي من نوع قصيدة النثر- حافلة بتأثيرات الحرب التي تعصف ببلدها لكنها لا تكتفي بتصوير الموت مباشرة والخراب المادي.. إنها تروي حكايات الحب التي قضى عليها الرحيل والآمال المندثرة سحقا والمقاهي المطفأة بعد أن كانت تجمعات تشكل مهرجانات محلية للناس في السهرات الحلوة.

المجموعة التي اشتملت على 41 قصيدة ووردت في 86 صفحة متوسطة القطع صدرت عن (دار التكوين) في دمشق وبلوحة غلاف للفنانة التشكيلية أمل زياد كعوش. نسرين أكرم خوري ولدت في حمص سنة 1983 وهذه هي مجموعتها الأولى.

القصيدة التي حملت عنوان المجموعة (بجرة حرب واحدة) تقول فيها الشاعرة وبموسيقى واضحة مختصرة واقع عالمها "لا أخوات لي كي تنادي أمي علي بأسمائهن / ولم يخلقني الله على شبه واحدة من عشيقات حبيبي /كنت البكر بين أحفاد العائلتين / بجديلة شقراء طويلة / في بيت بلا شرفات / بقيت الوحيدة العازبة / بين الصديقات السمراوات / كل هذه الوحدة يا الله / أطاحت بها البلاد / بجرة حرب واحدة / وصرت أحار متى أرد / إن نادوا علي / بقتيلة أم بقاتلة."

وفي قصيدة (غميضة) تستعمل أسلوب "الطرة والنقشة" أو "الملك والكتابة" أي اختيار شخص وجها من وجهي قطعة النقد والآخر الوجه الثاني والمراهنة على أي منهما يربح.

تقول "نحن الخاسرين / نلعب (طرة–نقش) بفكة على وجهها التقطت صورة للهزيمة / وعلى الآخر كتبت كلمات تأبيننا / نرشو بها حصالة الهاتف كي نسمع أصواتا لا تجيب / نرميها في بحيرت التمني / ونراقب دوائر حظنا وهي تتلاشى."

وفي قصيدة (ما بقي من أدراج النازح) تقول "قبل أن أمشي ويغادرني بيتنا / تركت فستاني الجديد مرميا على السرير / تتدلى منه ورقة الماركة / كتميمة تحرسه / لكنها -على ما يبدو– لم تمنع أصابع الحرب / من فض بكارته."

وفي قصيدة (مقهى الفرح) تكثيف واختصار لسمات من الحرب وتحول من الفرح إلى أرض موحشة. تقول "كانوا شلة شباب يلتقون كل مساء في مقهى الفرح / يشربون النرجيلة .. يلعبون الورق / يشاهدون مباريات كرة القدم / يتعاركون بسبب ورقة رماها أحدهم وقلبت (اللعبة) رأسا على عقب / أو بسبب تسلل احتسبه الحكم الاوروبي هدفا / أو لخلاف أزلي بين مشجعي النثر وجمهور التفعيلة.

"مرة تسلل أحدهم واستبدل ريش وسادات المعارك بالرصاص / وهكذا بدلا من أن تفض بكوب شاي / صار يلزمها بطحة دم / يبغيها المقهى بعد رحيلهم الواحد تلو الاخر.

"المقهى الذي أصيب بتشمع الكبد ومات / ولكنه على ما يبدو طالب المدينة بحرق جثته / وتركها جمرة لا تنطفىء ولا تشعل نرجيلة."

قصيدة (أنسولين) فيها تفلت لطيف من كابوس الحرب والالتفات إلى الحب وهموم الذات. قالت الشاعرة "يقول: أحب نمشك الخفيف / والغمازة تلك

من جورج جحا

بيروت (رويترز) - قصائد مجموعة الشاعرة السورية نسرين أكرم خوري (بجرة حرب واحدة) تتسم ببساطة فنية أخاذة تتفجر إيحاء ورموزا وصورا لتصف عمل الحرب في النفس والعالم المحيط بها.

أهمية البساطة في مثل هذه الحال تكمن في أمور منها بعدها عن التسطيح والسذاجة وفي الوقت نفسه عن التعقيد إذ استطاعت الشاعرة الشابة أن تحول أوضاعا معقدة جدا إلى شأن إنساني نفاذ وبسيط وجمالي على ما فيه من المفجع.

الرموز في قصائد المجموعة عامة "سيالة" بعيدة عن الغموض الفكري البارد أو المرهق إنما هي شئ من الحياة مألوف وقادر على أن ينقلنا إلى آفاق نكتشف أنها كانت قابعة في أعماقنا.

القصائد -وهي من نوع قصيدة النثر- حافلة بتأثيرات الحرب التي تعصف ببلدها لكنها لا تكتفي بتصوير الموت مباشرة والخراب المادي.. إنها تروي حكايات الحب التي قضى عليها الرحيل والآمال المندثرة سحقا والمقاهي المطفأة بعد أن كانت تجمعات تشكل مهرجانات محلية للناس في السهرات الحلوة.

المجموعة التي اشتملت على 41 قصيدة ووردت في 86 صفحة متوسطة القطع صدرت عن (دار التكوين) في دمشق وبلوحة غلاف للفنانة التشكيلية أمل زياد كعوش. نسرين أكرم خوري ولدت في حمص سنة 1983 وهذه هي مجموعتها الأولى.

القصيدة التي حملت عنوان المجموعة (بجرة حرب واحدة) تقول فيها الشاعرة وبموسيقى واضحة مختصرة واقع عالمها "لا أخوات لي كي تنادي أمي علي بأسمائهن / ولم يخلقني الله على شبه واحدة من عشيقات حبيبي /كنت البكر بين أحفاد العائلتين / بجديلة شقراء طويلة / في بيت بلا شرفات / بقيت الوحيدة العازبة / بين الصديقات السمراوات / كل هذه الوحدة يا الله / أطاحت بها البلاد / بجرة حرب واحدة / وصرت أحار متى أرد / إن نادوا علي / بقتيلة أم بقاتلة."

وفي قصيدة (غميضة) تستعمل أسلوب "الطرة والنقشة" أو "الملك والكتابة" أي اختيار شخص وجها من وجهي قطعة النقد والآخر الوجه الثاني والمراهنة على أي منهما يربح.

تقول "نحن الخاسرين / نلعب (طرة–نقش) بفكة على وجهها التقطت صورة للهزيمة / وعلى الآخر كتبت كلمات تأبيننا / نرشو بها حصالة الهاتف كي نسمع أصواتا لا تجيب / نرميها في بحيرت التمني / ونراقب دوائر حظنا وهي تتلاشى."

وفي قصيدة (ما بقي من أدراج النازح) تقول "قبل أن أمشي ويغادرني بيتنا / تركت فستاني الجديد مرميا على السرير / تتدلى منه ورقة الماركة / كتميمة تحرسه / لكنها -على ما يبدو– لم تمنع أصابع الحرب / من فض بكارته."

وفي قصيدة (مقهى الفرح) تكثيف واختصار لسمات من الحرب وتحول من الفرح إلى أرض موحشة. تقول "كانوا شلة شباب يلتقون كل مساء في مقهى الفرح / يشربون النرجيلة .. يلعبون الورق / يشاهدون مباريات كرة القدم / يتعاركون بسبب ورقة رماها أحدهم وقلبت (اللعبة) رأسا على عقب / أو بسبب تسلل احتسبه الحكم الاوروبي هدفا / أو لخلاف أزلي بين مشجعي النثر وجمهور التفعيلة.

"مرة تسلل أحدهم واستبدل ريش وسادات المعارك بالرصاص / وهكذا بدلا من أن تفض بكوب شاي / صار يلزمها بطحة دم / يبغيها المقهى بعد رحيلهم الواحد تلو الاخر.

"المقهى الذي أصيب بتشمع الكبد ومات / ولكنه على ما يبدو طالب المدينة بحرق جثته / وتركها جمرة لا تنطفىء ولا تشعل نرجيلة."

قصيدة (أنسولين) فيها تفلت لطيف من كابوس الحرب والالتفات إلى الحب وهموم الذات. قالت الشاعرة "يقول: أحب نمشك الخفيف / والغمازة تلك المتواضعة على مكان غريب من وجهك / أنا لم أر النمش الخفيف / وما زلت أبحث عن الغمازة / ولكنني أصدقه وأكذب كل المرايا."

وفي قصيدة (أنانية) اختصار وتكثيف رمزيان تصويريان للرحيل ولكثير من مآسي الحرب. تقول "أنا العتبة التي أزهرت مفتاحا / أنا المفتاح الذي أزهر بابا / أنا الباب الذي أزهر بيتا / أنا البيت الذي أزهر عائلة / أنا العائلة التي أزهرت وداعا / أنا الوداع بباب مقفل وعتبة تبكي مفاتيح."

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.