تونس (رويترز) - قالت نقابة الصحفيين في تونس يوم الثلاثاء إن وتيرة الاعتداءات والقيود على الصحفيين زادت بينما تسعى السلطات للسيطرة على وسائل الإعلام محذرة من أن هذه الممارسات تهدد بنسف مكسب حرية التعبير والتحول الديمقراطي في تونس مهد الانتفاضات في المنطقة.
وحرية التعبير والصحافة هي أكبر مكسب ناله التونسيون منذ انتفاضة 2011 التي أنهت حكم الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي لكن نشطين وسياسيين يقولون إن هذه الحكومة التي يقودها حزب نداء تونس تسعى للسيطرة على الإعلام من جديد.
وفي ظل حكم بن علي كانت تونس واحدة من أكثر الدول العربية والأفريقية انتهاكا لحرية الصحافة والتعبير.
ومنذ هجومين كبيرين في 2015 قتلا خلالهما عشرات السياح أعلنت السلطات في تونس فرض قانون الطوارئ وهو ما غذى مخاوف من تهديد حرية الإعلام في ظل حملة قوية تقودها السلطات ضد المتشددين الإسلاميين.
وقال رئيس نقابة الصحفيين ناجي البغوري في مؤتمر صحفي إن "مسؤولين حكوميين يسعون للسيطرة على وسائل الإعلام ويمارسون عليهم ضغوطا كبيرة بسبب تقاريرهم عبر تعليمات هاتفية.. ضغوط وممارسات النظام القديم عادت بأكثر قوة".
وأضاف أن صحفيين من التلفزيون والإذاعات ووكالة الأنباء الرسمية شكوا من التضييقات ومحاولة مسؤولين التدخل في محتوى الأخبار.
ويوم الاثنين انتقد رضا بلحاج، وهو سياسي يقود شق معارض لنجل الرئيس في حزب نداء تونس الحاكم، تدخل مسؤولين من رئاسة الجمهورية لمنع بث مقابلة له مع تلفزيون محلي انتقد خلالها أداء الرئاسة. وبالفعل لم تبث الحلقة وأعلن مذيع البرنامج ناجي الزعيري الاستقالة من التلفزيون احتجاجا على قرار القناة تأجيل بث المقابلة دون سبب وجيه.
لكن رضا بوقزي المتحدث باسم رئيس الجمهورية قال إن رئاسة الجمهورية لا تتدخل في وسائل الإعلام وتدافع عن حرية الصحافة داعيا كل الصحافيين إلى الكشف عن أي مسؤول يسعى للتدخل في محتوى الأخبار في وسائل الإعلام.
وذكر رئيس النقابة البغوري أن وزارة الداخلية والشرطة عادا لممارسة تضييقات وضرب الصحفيين والتدخل في عملهم بحجة قانون الطوارئ ومكافحة التشدد الديني.
وقالت خولة شباح من النقابة إن وحدة رصد وتوثيق الانتهاكات في النقابة سجلت اعتداء بالضرب على أكثر من 40 صحفيا وإيقافهم ومصادرة معداتهم في شهر مارس الماضي فقط.
والشهر الماضي أيضا بعثت منظمة مراسلون بلا حدود برسالة مفتوحة لرئيس الوزراء التونسي عبرت فيها عن قلقها من تراجع الحريات في الأشهر الأخيرة في تونس.
وقالت المنظمة إن صحفيين محليين حوكموا أمام محاكم مدنية وعسكرية بسبب تقاريرهم الصحفية. وأضافت أن مراسلين دائمين لوسائل إعلام أجنبية واجهوا أيضا قيودا من قبل مسؤولين في تغطيتهم الإخبارية.
(تغطية طارق عمارة من تونس- تحرير أحمد صبحي خليفة)