برلين (رويترز) - أظهرت دراسة استقصائية يوم الثلاثاء أن الألمان كانوا أكثر خوفا خلال العام الماضي وأن قائمة مخاوفهم تصدرها احتمال وقوع هجوم إرهابي والتطرف السياسي والآثار الاجتماعية لأزمة المهاجرين.
وقبل أكثر من عام على إجراء انتخابات اتحادية في أكبر دول أوروبا من حيث الاقتصاد أظهرت الدراسة السنوية لشركة (آر+في) للتأمين ارتفاع مؤشر الخوف السنوي لدى الألمان 10 نقاط مئوية ليصل إلى 49 في المئة.
وقالت بريجيت ريومشتيد رئيسة مركز المعلومات بالشركة التي أجرت الدراسة على 2400 ألماني "لم يحدث أبدا في تاريخ دراساتنا أن يرتفع الشعور العام بالخوف إلى هذه الدرجة الكبيرة خلال عام واحد."
وألمانيا على أهبة الاستعداد أمنيا بسبب هجمات الإسلاميين الدامية في فرنسا وبلجيكا. وعلاوة على ذلك أثار دخول أكثر من مليون مهاجر إلى ألمانيا - معظمهم من بلدان مزقتها الحرب مثل سوريا والعراق - مخاوف من زيادة التكلفة والاندماج.
وقال عالم السياسة مانفريد شميت من جامعة روبريت-كارلز في هايدلبرج الذي كان مستشارا في هذه الدراسة "الهجمات الإرهابية وشغب المتطرفين والاستقطاب السياسي بعد (موجة) الهجرة الكبيرة الخارجة عن السيطرة أثارت حاجة الألمان للأمن."
وكان الإرهاب على رأس قائمة المخاوف حيث أثار قلق 73 في المئة من الألمان خلال العام الماضي مقارنة بنسبة 52 في المئة خلال العام الذي سبقه.
والسبب الثاني كان التطرف السياسي الذي سبب قلقا بين 68 في المئة من الألمان مقارنة مع نحو 50 في المئة فقط منهم في العام السابق.
وزاد الخوف بدرجة لم يسبق لها مثيل من احتمال أن تسبب الهجرة توترات بين الألمان والأجانب الذين يعيشون في ألمانيا حيث ارتفع من 18 في المئة إلى 67 في المئة.
ويتوقع أن تتنافس الأحزاب السياسية على إيجاد حلول لهذه المسائل في سعيها نحو الفوز بانتخابات عام 2017.
وتراجعت شعبية المحافظين الذين تنتمي إليهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ومعهم الحزب الديمقراطي الاشتراكي الشريك في الائتلاف العام الماضي في مواجهة حزب البديل من أجل ألمانيا المناهض للهجرة.
(إعداد محمد فرج للنشرة العربية - تحرير علا شوقي)