من أسد هاشم وجول يوسف زاي
إسلام أباد/كويتا(باكستان) (رويترز) - يقول محللون إن ثاني هجوم قاتل تعلن قيادة تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليتها عنه في باكستان خلال شهر يسلط الضوء على صعود سريع للتنظيم من خلال مشاركة جماعات طائفية محلية وذلك رغم أن مسؤولا نفى يوم الأحد أن للتنظيم وجودا في باكستان.
فقد أعلنت نشرة إخبارية باللغة العربية يصدرها التنظيم في الشرق الأوسط المسؤولية عن تفجير مزار إسلامي يوم السبت أسفر عن مقتل 52 شخصا وإصابة العشرات في إقليم بلوخستان بجنوب غرب باكستان.
وقع الانفجار في ضريح شاه نوراني بمنطقة نائية تبعد حوالي 100 كيلومتر شمالي مدينة كراتشي أثناء وجود المئات داخله.
وجاء هذا التفجير في أعقاب هجوم على أكاديمية للشرطة في 24 أكتوبر تشرين الأول في الإقليم نفسه أعلن التنظيم المسؤولية عنه بالمشاركة مع فصيل عسكر جنجوي العالمي.
ولم يعلن الفصيل مشاركته المباشرة في الهجوم الأخير لكن متحدثا باسمه أكد أنهم يتعاونون مع قيادة تنظيم الدولة الإسلامية وحركات متشددة أخرى.
وقال المتحدث علي بن سفيان لرويترز عبر رسائل نصية "حاليا في باكستان وخاصة في المدن وقتما تقع أي هجمات يتعاون عسكر جنجوي العالمي معهم سواء بشكل مباشر أو غير مباشر."
ويعد استخدام وكلاء محليين من المسلحين المتشددين شكلا متفردا لدخول التنظيم إلى باكستان.
ففي أفغانستان المجاورة على النقيض من ذلك حول متشددون من حركتي طالبان الأفغانية والباكستانية ولاءهم وأطلقوا على أنفسهم صفة المقاتلين في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية.
أما في باكستان فيبدو أن التنظيم راض عن السماح لحلفاء محليين بالعمل بهوياتهم مقابل السماح للتنظيم بإعلان المسؤولية عن العمليات الملفتة للنظر.
وقال زاهد حسين المحلل الأمني الباكستاني "تنظيم الدولة الإسلامية قد لا يكون له هيكل رسمي في باكستان لكن من المؤكد أنه يحظى بالتأييد بين بعض الجماعات المحظورة المتشددة وخاصة الجماعات الطائفية السنية" مثل عسكر جنجوي العالمي.
وأضاف "نحن نشهد شكلا من أشكال الأواصر التي تجمع بين الجماعات الجهادية العالمية والجماعات الطائفية المحلية."
* نفي رسمي
غير أن المسؤولين الباكستانيين يصرون على نفي تطوير التنظيم أي عمليات ذات مغزى في البلاد التي توجد فيها تنظيمات متشددة أخرى بما يشمل طالبان وتنظيم القاعدة وعسكر طيبة.
وقال سرفراز بوجتي وزير الداخلية في بلوخستان لرويترز يوم الأحد "لا وجود له (تنظيم الدولة الإسلامية) في بلوخستان. إعلان التنظيم المسؤولية زائف."
وقال إن الهجمات الأخيرة التي أعلن التنظيم مسؤوليته عنها نفذتها جماعة عسكر جنجوي العالمي لكنها نقلت معلومات عن المهاجمين للتنظيم بهدف الإضرار بسمعة باكستان و"عزلها في المجتمع الدولي".
وأضاف أن تلك الجماعة تعمل بأوامر من الهند ألد خصوم باكستان لكنه لم يفسر كيف تسهل الهند الاتصال بتنظيم الدولة الإسلامية. وعادة ما يتهم المسؤولون الباكستانيون الهند بأنها على صلة بهجمات المتشددين في بلوخستان.
وجاء الهجومان في بلوخستان بعد أشهر فحسب من إعلان المتحدث العسكري الرئيسي في باكستان في إفادة صحفية أن خطط تنظيم الدولة الإسلامية لنشر نشاطها في البلاد قد أحبطت.
لكن المحلل الأمني حسين قال إن ثمة علامات واضحة الآن أن المتشددين في باكستان على اتصال مباشر بالقيادة المركزية للتنظيم والمقاتلين الموالين للحركة وعددهم بالمئات في شرق أفغانستان.
وقال "بالطبع هناك علاقة... هذا ليس مجرد عنوان دعائي. هناك صلة وبعض الاتصالات."
* تحالفات
اتفق معه أمير رانا المحلل الأمني الباكستاني أيضا أنه "لا يمكن إنكار" الوجود المتنامي لتنظيم الدولة الإسلامية.
وقال "يبدو أن تنظيم الدولة الإسلامية وجد حليفا في باكستان هو على الأرجح عسكر جنجوي العالمي."
وأضاف أن هذا يفسر سبب وقوع الهجومين اللذين أعلن التنظيم مسؤوليته عنهما في إقليم بلوخستان لأن به بعضا من أقوى أنشطة الحركة.
ويشبه نشاط التنظيم في باكستان الضربات التي تمت بإيعاز من التنظيم في الغرب والتي ركزت على أهداف سهلة بدلا من محاولة الاستيلاء على أراض مثلما فعل التنظيم في أفغانستان والشرق الأوسط.
ويرجع ذلك في جانب منه إلى القوة النسبية للجيش الباكستاني التي تجعل من الصعب على التنظيم الاحتفاظ بالأراضي.
(إعداد منير البويطي للنشرة العربية - تحرير سلمى نجم)