من دان وليامز
القدس (رويترز) - عندما انطلقت من إسرائيل مقاتلتان من طراز إف-16 الشهر الماضي لاعتراض طائرة ركاب مصرية بعد عطل بأجهزة الاتصال بقمرة القيادة أثار مخاوف من تعرض الطائرة للاختطاف استغرق السماح لها بالهبوط عدة دقائق سادها التوتر.
وفي مثل هذه الظروف يقع على عاتق وزير الدفاع اتخاذ القرار الأخير بإسقاط الطائرة إذا لم يتسن الاتصال برئيس الوزراء.
وكان وزير الدفاع آنذاك هو موشي يعلون قائد القوات المسلحة السابق. وانتهى بهدوء ذلك الحادث الذي وقع في 23 ابريل نيسان بعد أن أخفقت الطائرة المحملة بالزوار المسيحيين في تعريف نفسها لدى دخولها الأجواء الإسرائيلية.
ومنذ ذلك الحين خرج يعلون من الحكومة وحل محله أفيجدور ليبرمان السياسي اليميني المتطرف الذي لا يملك خبرة عسكرية تذكر واشتهر عنه أنه شديد التوتر.
ويبذل ليبرمان الذي وافقت الحكومة يوم الاثنين على تعيينه وزيرا للدفاع جهودا كبيرة لإظهار أن أعصابه هادئة ولديه من المهارات ما يمكنه من الالتزام باستراتيجية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وكان زعيم المعارضة اسحق هرتزوج الذي ينتمي لتيار الوسط حذرا من "حروب وجنازات" في أعقاب تولي ليبرمان ثاني أكثر مناصب الحكومة نفوذا. وشبهت صحيفة إيرانية ليبرمان بمتشددي تنظيم الدولة الإسلامية الذين يحاربون حلفاء طهران في الشرق الأوسط.
وتعهد ليبرمان بأن يلتزم "التزاما قويا" ببناء علاقات بين إسرائيل وجيرانها بعد توقيع اتفاق الائتلاف مع نتنياهو.
وكان ليبرمان سخر في الماضي من محادثات السلام مع الفلسطينيين ووجه انتقادات لاذعة لمصر وتركيا.
ويقول اثنان من الجنرالات السابقين البارزين ممن عملوا مع ليبرمان أو قدموا له المشورة إن التغير الذي طرأ على لهجته مهم ووصفاه بأنه واع ومنتبه في اللقاءات غير الرسمية.
وقال أحدهما "هو ليس عدوانيا على الإطلاق مثلما توحي صورته العامة. وأعتقد أنه سيستمر على هذا المنوال كوزير للدفاع. فهو يعرف أنه لا يعلم ويعرف كيف ينصت لمن يعلمون."
وأظهر استطلاع تلفزيوني أجري يوم 20 مايو أيار عندما شاع أن ليبرمان مرشح لتولي وزارة الدفاع أن 27 في المئة من الأغلبية اليهودية في إسرائيل يريدون أن يتولى هو الوزارة. وكان أكثر من النصف يريدون استمرار يعلون في الوزارة.
وبعد أسبوع أبدى 44 في المئة من الإسرائيليين في استطلاع تلفزيوني اعتقادهم أنه سيكون وزيرا جيدا بينما خالفهم في الرأي 40 في المئة ممن شاركوا في الاستطلاع.
ويقول نتنياهو إنه سيمسك بزمام الأمور فيما يتعلق بالأمن القومي لكن وزراء دفاع سابقين خالفوا رؤساء حكومات سابقة ومنهم ارييل شارون الذي عمل على تعميق الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982 ويقول مؤرخون إن موشي ديان أمر بهجوم مهم خلال حرب الشرق الأوسط عام 1967 رغم أن التعليمات كانت تطالبه بالامتناع عن ذلك.
(إعداد منير البويطي للنشرة العربية - تحرير سها جادو)