برلين (رويترز) - قال وزير الداخلية الألماني توماس دي مايتسيره يوم الأربعاء إن ألمانيا ستتعرض على الأرجح لمزيد من هجمات الإسلاميين لكنه هون من قدر أي صلة بين سياسة الباب المفتوح التي تتبعها حكومته مع اللاجئين والهجوم الذي نفذه لاجئ بفأس داخل قطار في ولاية بافاريا يوم الاثنين.
واستغل حزب البديل من أجل ألمانيا المعادي للمهاجرين هجوم القطار لانتقاد سياسة حكومة المستشارة أنجيلا ميركل الخاصة بالمهاجرين والتي دخل بموجبها 1.1 مليون شخص إلى البلاد عام 2015. والكثير من هؤلاء فروا من الصراع الدائر في سوريا ومناطق أخرى.
وقال دي مايتسيره "لا يمكن القول إنه لا توجد صلة بين اللاجئين والإرهاب لكن الخطر كان مرتفعا في السابق ولا يزال مرتفعا بغض النظر عن التساؤلات بشأن اللاجئين."
وقتلت الشرطة بالرصاص طالب لجوء يبلغ من العمر 17 عاما بعدما أصاب أربعة من هونج كونج بإصابات بالغة على متن قطار قرب مدينة فورتسبورج كما أصاب امرأة أخرى أثناء محاولته الهرب.
وكان يعتقد في البداية أن المهاجم من أفغانستان لكن دي مايتسيره قال يوم الأربعاء إن هناك مؤشرات على أنه من باكستان. وقال مسؤولون إنه جاء إلى ألمانيا بمفرده وسجل نفسه كلاجئ في يونيو حزيران 2015 بمنطقة باساو على الحدود مع النمسا.
ووقع هجوم القطار بعد أربعة أيام من هجوم نفذه تونسي في مدينة نيس الفرنسية عندما قاد شاحنة ودهس حشودا تحتفل بالعيد الوطني مما أسفر عن مقتل 84 شخصا. وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن الهجومين.
وقال الوزير الألماني إن ألمانيا اتخذت سلسلة من الإجراءات لتحسين الأمن العام الماضي لكنه شدد على أنه يجب على البلاد التأهب تحسبا لوقوع هجمات أخرى.
وأضاف دي مايتسيره للصحفيين "مثل عدة دول أخرى في الاتحاد الأوروبي ... وكل الاتحاد الأوروبي فإن ألمانيا أيضا هدف للإرهاب الدولي ... الموقف خطير."
وتابع أن التحقيقات تشير حتى الآن إلى أن هجوم القطار كان فرديا وأن المهاجم تأثر بالدعاية الخاصة بتنظيم الدولة الإسلامية.
وعثرت الشرطة على راية للتنظيم مرسومة باليد في غرفته وخطاب يبدو أنه كتبه لوالده وقال مسؤولون إنه جاء فيه "والآن ادع لي أن أستطيع أن انتقم من هؤلاء الكفار وادع لي أن أدخل الجنة".
وبث تنظيم الدولة الإسلامية فيديو يظهر فيه رجل يتم تعريفه بأنه اللاجئ وهو يتوعد بتنفيذ عملية انتحارية ويحث الآخرين على فعل الشيء نفسه. ووصف دي مايتسيره الفيديو بأنه حقيقي.
ولم يتضح كيف تحول الشاب إلى التطرف. وكان المهاجم يعيش في كنف أسرة ألمانية ويعمل لبعض الوقت في مخبز.
وقال دي مايتسيره إن على الألمان التعود على نشر مزيد من كاميرات المراقبة وأفراد الشرطة في الشوارع. ودعا أيضا المساجد للمساهمة في دمج المسلمين في المجتمع.
وأضاف "نريد تعاونا نشطا من المسلمين الذين يعيشون هنا بما في ذلك مجتمعات المساجد العاملة هنا. عليهم أيضا أن يسهموا في عملية الاندماج والوقاية ورصد عملية التحول إلى التطرف في وقت مبكر."
(إعداد محمود رضا مراد للنشرة العربية - تحرير ياسمين حسين)