من سارة دعدوش
بيروت (رويترز) - وسط هدوء نسبي في جنوب غرب سوريا منذ التوصل إلى وقف لإطلاق النار في أوائل يوليو تموز، حولت أجهزة الدفاع المدني في درعا التي تسيطر عليها المعارضة تركيزها إلى إزالة قنابل عنقودية غير منفجرة خلفتها الضربات الجوية.
ويضع رجال يرتدون سترات باللون الأزرق الفاتح شريطا أصفر حول اسطوانات صغيرة فضية مجنحة وإلى جوارها لافتات حمراء عليها رسم لهيكل عظمي وعبارة "خطر! أسلحة غير منفجرة".
وقال عضو بفريق متخصص من الدفاع المدني تلقى تدريبا العام الماضي في الأردن على إزالة الألغام إن الفريق تعامل مع نحو 100 قنبلة عنقودية في درعا وقرى قريبة هذا الأسبوع وحده.
وبعد وضع الشريط واللافتات يكوم أفراد الدفاع المدني أجولة مملوءة بالتراب حول القنبلة العنقودية ثم يضعون اسطوانة متفجرات تحمل اللونين الأبيض والأزرق ويتدلى منها سلك أحمر.
يختبئ أعضاء الفريق الذين يرتدون زيا واقيا خلف أكوام التراب أو خلف مبان. ويحذر رجل يحمل جهاز تفجير متصلا بالسلك الأحمر زملاءه باللاسلكي. ثم يتصاعد التراب والحطام ويقل عدد القنابل غير المنفجرة في شوارع درعا.
وقال حسن الفشتكي عضو الفريق بالهاتف لرويترز "واجهنا صعوبات كتير من القصف والطيران والقذائف والأماكن المكشوفة. بس حاليا بسبب الهدنة وهدوء البلد، نحن حاليا نشتغل براحتنا".
تقع درعا في إحدى "مناطق عدم التصعيد" التي اتفقت الولايات المتحدة وروسيا والأردن عليها ضمن أول جهود تبذلها واشنطن لتحقيق السلام في سوريا بعد تولي الرئيس دونالد ترامب الرئاسة وعقب مرور ست سنوات على بدء الحرب.
وحمى وقف إطلاق النار درعا والمناطق المحيطة بها من قصف جديد. ويقول الفشتكي إن هذا أتاح للدفاع المدني التركيز على القنابل غير المنفجرة.
قضى الفريق 20 يوما في الأردن في أكتوبر تشرين الأول تدرب خلالها على إزالة الألغام. وتتركز القنابل في المناطق التي شهدت أعنف قصف بما في ذلك الخطوط الأمامية وقرية حوران بجنوب غرب البلاد.
ولا يعلم الفشتكي عدد القنابل غير المنفجرة المتبقية في المنطقة أو كم ستستغرق إزالتها.
قال "يمكن بشهرين، بثلاثة، بأربعة، يمكن ما نخلص شغل".
(إعداد دينا عادل للنشرة العربية - تحرير أمل أبو السعود)