من أماندا كوبر
لندن (رويترز) - ذكرت وكالة الطاقة الدولية يوم الثلاثاء أن سوق النفط تستعيد توازنها وأن وتيرة تقلص الفجوة بين العرض والطلب تتسارع وإن كان تأثير تخفيضات إمدادات أوبك لا يظهر على المخزونات حتى الآن.
وفي تقريرها الشهري أبقت الوكالة توقعها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2017 عند 1.3 مليون برميل يوميا نتيجة التباطؤ في دول مستهلكة مثل الولايات المتحدة وألمانيا وتركيا.
وأضافت وكالة الطاقة أن المخزونات التجارية نزلت للشهر الثاني على التوالي في مارس آذار بواقع 32.9 مليون برميل إلى 3.025 مليار برميل.
وفي الربع الأول زادت المخزونات في الدول الصناعية بواقع 24.1 مليون برميل وقالت وكالة الطاقة إن البيانات الأولية تشير إلى ارتفاعها مجددا في أبريل نيسان.
وقالت الوكالة ومقرها باريس "استغرقت المخزونات بعض الوقت لتعكس أثر انخفاض الإمدادات إذ أن السوق لا تزال تمتص الكميات التي أنتجتها أوبك و11 دولة من خارجها قبل سريان تخفيضات الإنتاج".
وأضافت أنه في الربع الأول من 2017 "ربما لم نشهد عودة قوية للعجز ولكن هذا التقرير يؤكد رسالتنا الأخيرة بأن استعادة التوازن بسوق النفط تحدث حاليا وتتسارع في المدى القصير على الأقل."
وقالت الوكالة إن المعروض النفطي العالمي تراجع 140 ألف برميل يوميا على أساس شهري في أبريل نيسان إلى 96.17 مليون برميل وقاد التراجع دول من خارج أوبك مثل كندا.
وفي ظل زيادات كبيرة للإنتاج من الولايات المتحدة والبرازيل وقازاخستان قالت وكالة الطاقة إن الإنتاج من خارج أوبك سينمو بواقع 600 ألف برميل يوميا هذا العام.
وتجتمع أوبك في 25 مايو أيار لمناقشة تمديد الاتفاق الذي توصلت إليه مع عدد من كبار منافسيها، مثل روسيا، لخفض الإنتاج 1.8 مليون برميل يوميا في النصف الأول من العام الجاري من أجل خفض المخزونات العالمية.
وقالت الوكالة، التي تقدم المشورة للحكومات الغربية بخصوص سياسات الطاقة، إنه إذا أبقت أوبك على الإنتاج عند مستوى أبريل نيسان البالغ 31.8 مليون برميل يوميا دون حدوث تغيير لدى المنتجين الآخرين فمن المفترض أن تنخفض المخزونات العالمية بواقع 700 ألف برميل في الربع الثاني.
وأضافت "تبني نفس التوجه في النصف الثاني من 2017 يعني انخفاضا أكبر للمخزون على الأرجح".
وذكرت الوكالة أن زيادة الإنتاج في نيجيريا والسعودية عوضت تراجع التدفقات من ليبيا وإيران في أبريل نيسان في حين ظل مستوى الالتزام بتخفيضات إنتاج أوبك المتفق عليها والبالغة 1.2 مليون برميل يوميا قويا لتبلغ نسبته نحو 96 في المئة.
ونزل إنتاج أوبك 535 ألف برميل يوميا مقارنة مع أبريل نيسان 2016 وهو أكبر تراجع على أساس سنوي في نحو ثلاث سنوات.
وفيما يخص الطلب ذكرت الوكالة أن استهلاك الصين ظل قويا نسبيا حيث سجل زيادة تقارب 425 ألف برميل يوميا في الربع الأول من العام مقارنة مع 2016.
وأضافت أن سياسة إلغاء بعض الفئات النقدية التي تتبعها الهند سيقلص استهلاكها هذا العام على الأرجح وتوقعت الوكالة أن يسجل الطلب الهندي نموا يقارب 200 ألف برميل يوميا.
وتراجع الاستهلاك في الولايات المتحدة، أكبر مساهم في زيادة إمدادات الخام العالمية، وتوقعت الوكالة استقرار الطلب الأمريكي هذا العام.
وأشارت وكالة الطاقة إلى أن أحدث بيانات الطلب الأمريكي لشهر فبراير شباط أظهرت أكبر تراجع فيما يزيد على أربعة أعوام بلغ 495 ألف برميل.
(إعداد هالة قنديل للنشرة العربية - تحرير عبد المنعم درار)