اسطنبول (رويترز) - قالت وسائل إعلام تركية إن السلطات أمرت باستمرار اعتقال عشرات من رجال الأعمال والأكاديميين ألقي القبض عليهم للاشتباه في صلاتهم برجل الدين المقيم في الولايات المتحدة فتح الله كولن الذي تحمله أنقرة المسؤولية عن محاولة الانقلاب التي وقعت في يوليو تموز.
وصدرت مذكرات اعتقال بحق نحو 50 ضابطا عسكريا لينضموا إلى عشرات الآلاف من المحتجزين للاشتباه بارتباطهم بكولن الذي ينفي أي علاقة له بمحاولة الانقلاب. وأثارت الحملة قلقا لدى الحلفاء الغربيين وجماعات حقوقية.
ورفض المسؤولون الأتراك مخاوف من أن الإجراءات التي اتخذوها قاسية وأشاروا إلى خطورة محاولة الانقلاب التي قاد خلالها جنود مارقون مقاتلات ودبابات وهاجموا البرلمان مما أسفر عن مقتل أكثر من 240 شخصا.
وقالت وكالة الأناضول للانباء إن من بين المحتجزين فاروق جولو وهو صاحب سلسلة محلات لبيع الحلوى. وهو متهم بالانتماء لما تسميه أنقرة "تنظيم أتباع كولن الإرهابي".
واضافت الوكالة أن من بين 27 رجل أعمال ألقي القبض عليهم يوم الخميس لتقديمهم للمحاكمة قطب صناعة الملابس الجاهزة عمر فاروق كورمجي صهر قدير طوباش رئيس بلدية اسطنبول.
وكان هؤلاء بين 80 مشتبها بهم ألقت الشرطة القبض عليهم قبل ثلاثة أسابيع في إطار التحقيقات. وكان نجاد شقيق فاروق جولو وهو يملك أيضا سلسلة محلات للحلوى بين عشرات أفرج عنهم شريطة إبقائهم تحت المراقبة القضائية وهو ما يعني أنه ما زال من الممكن أن يمثلوا للمحاكمة.
وقالت وكالة دوجان للأنباء إن 21 أكاديميا جامعيا في إقليم ملاطيا بجنوب شرق البلاد اودعوا السجن بانتظار المحاكمة بتهمة الانتماء إلى "تنظيم أتباع كولن الإرهابي."
على صعيد منفصل قالت وكالة الأناضول إن الادعاء في اسطنبول أصدر أوامر باحتجاز ستة جنرالات و43 ضابطا وبعض المدنيين ضمن عملية للشرطة تشمل 15 إقليما. وأضافت الوكالة أن أربعة منهم احتجزوا حتى الآن.
"مراكز الأزمة"
ألقت الشرطة يوم الأربعاء القبض على ثلاثة صحفيين وسياسي وخبير في استطلاعات الرأي وأصدرت أوامر باحتجاز 105 أشخاص آخرين للاشتباه بصلاتهم بكولن.
وقال ساسة معارضون إن موجة الاعتقالات الأحدث ربما تستهدف منتقدين للحكومة ليست لهم صلات واضحة بالحركة الدينية التي يقودها كولن الذي تطالب تركيا الولايات المتحدة بتسليمه.
وطرد بضعة آلاف من العسكريين من الجيش وفقد أكثر من مئة ألف شخص بينهم موظفون وجنود وصحفيون ومدرسون وظائفهم لصلاتهم المزعومة بكولن الذي يعيش في منفى اختياري بالولايات المتحدة منذ عام 1999.
وتصدى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان للمخاوف بشأن أسلوب التطهير في تصريحات نشرت يوم الأربعاء وأقر فيها بأن أشخاصا قد يُستهدفون بطريق الخطأ وإن التكهنات الإعلامية بشأنهم مضللة.
وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم إن "مراكز أزمات" ستقام في أنحاء مختلفة من البلاد للتعامل مع شكاوى اولئك الذين يشعرون أنهم استهدفوا دون وجه حق في التحقيقات الخاصة بالانقلاب.
وقال رئيس الوزراء في كلمة "لو وقع خطأ.. لو حدث أي شيء يتناقض مع العدالة والقانون ستجري مراجعته بعد استكمال العمليات وسيجري تصحيح الأخطاء."
(إعداد معاذ عبدالعزيز للنشرة العربية - تحرير وجدي الالفي)