برلين (رويترز) - أوقفت ولاية نورد راين فستفاليا الألمانية العمل في مشروع مع أكبر اتحاد للمسلمين في البلاد يهدف لمنع نشر الفكر المتشدد بسبب خلاف بشأن مجلة مصورة هزلية قالت إنها مجدت "الاستشهاد".
وقالت الولاية إنها أنهت التعاون في المشروع مع الاتحاد الإسلامي التركي للشؤون الدينية في كولونيا والذي تجمعه بأنقرة علاقات قوية.
وذكر متحدث باسم وزارة الداخلية في الولاية يوم الثلاثاء أنه طلب من الاتحاد أن يوضح أنه لا يتفق مع ما جاء في الرسم بالمجلة التي نشرتها رئاسة الشؤون الدينية التركية (ديانت) في تركيا في وقت سابق هذا العام.
وأعادت وسائل إعلام ألمانية نشر ما قالت إنها الصورة محل الجدل مع ترجمة للكلمات التركية.
وصورت محادثة بين أب وابنه انتهت بالحوار التالي: "أبي ..هل من المجدي أن أكون شهيدا؟ و "بالطبع يا عزيزي! من الذي لا يريد الذهاب إلى الجنة؟".
وقال المجلس الإسلامي التركي للشؤون الدينية في بيان إن المطبوعة مرتبطة بيوم لتكريم الجنود الذين قتلوا خاصة في الحرب العالمية الأولى في جاليبولي وضحايا الحروب الآخرين.
وأضاف "أكدنا أنه من الممكن بالطبع مناقشة ما إذا كان موضوع من هذا القبيل مفيدا من الناحية التربوية. كما شددنا على أن تمثيل العنف أو آثار العنف بطريقة تمجده يجب تجنبه تماما."
ويستخدم اللفظ القرآني "شهيد" في تركيا للإشارة للجنود الذين قتلوا في المعارك خاصة في الصراع مع المسلحين الأكراد وجماعات متشددة أخرى. وتعني التسمية الرسمية كشهيد حصول أسر القتلى على تعويض من الدولة.
ويقول منتقدون إن المصطلح يمجد العنف.
وقال متحدث باسم وزارة داخلية نورد راين فستفاليا "توقعنا أن ينأى الاتحاد الإسلامي التركي للشؤون الدينية بنفسه بوضوح عن هذا. هذا لم يحدث حتى الآن لذلك تعاوننا انتهى (في هذا المشروع)."
وأضاف أنه في حين أن التعاون توقف مع الاتحاد بشأن البرنامج الذي يستهدف منع المتشددين من تجنيد الشبان فإنهما لا يزالان يعملان معا بشأن قضايا أخرى مثل تعليم الإسلام في المدارس.
وينفي الاتحاد أنه موجه من قبل الحكومة التركية. ويعمل من خلال نحو 900 جمعية تابعة في أنحاء ألمانيا معظمها مساجد أئمتها أرسلتهم تركيا.
ودعا بعض الساسة الكبار في ألمانيا في الشهور القليلة الماضية إلى إعادة النظر في العلاقات بين السلطات الألمانية والاتحاد الإسلامي التركي للشؤون الدينية التي تكونت على مدار نحو 30 عاما.
وواجهت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل انتقادات لتوددها لإردوغان للمساعدة في التصدي لأزمة اللاجئين.
ويتصاعد التوتر في صفوف الجالية التركية في ألمانيا والتي تضم نحو ثلاثة ملايين شخص بين أنصار الرئيس طيب إردوغان وخصومه خاصة بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في يوليو تموز.
وخرج قرار إنهاء المشروع الذي اتخذ في يونيو حزيران إلى الضوء بسبب رد من رالف ييجر وزير داخلية نورد راين فستفاليا على سؤال من نائبين بالولاية.
(إعداد علي خفاجي للنشرة العربية- تحرير مصطفى صالح) OLMEWORLD Reuters Arabic Online Report World News 20160906T173036+0000