كانت أسواق الأسهم الإقليمية الآسيوية قوية على نطاق واسع في تعاملات ضعيفة بعد تقرير قوائم رواتب الولايات المتحدة القوي الجمعة الماضية. كانت تعاملات العملات الأجنبية متقلبة اليوم حيث سجل الين الياباني ارتفاعاً (ليدفع مؤشر نيكي نحو الهبوط بنسبة -0.25%) مقابل الدولار الأمريكي، إلا أن معامل المخاطرة المرتفع بيتاً للعملات قد تحسن. أسواق الأسهم في الصين وهونغ كونغ مغلقة اليوم بسبب العطلة. يوم الجمعة، جاءت تقارير العمل في الولايات المتحدة لشهر فبراير عند 215 ألفا (أعلى قليلاً من التوقعات)، في حين أظهر البيانات نمواً مستمراً في الأجور وزيادة كبيرة في مشاركة قوة العمل والتي دفعت المتداولين في البداية إلى دراسة إمكانية مرتفعة لزيادة سعر الفائدة في يونيو. على صعيد آخر، جاءت قراءة مؤشر مديري المشتريات (PMI) التصنيعي مفاجئة على الجانب الصعودي حيث شهدت التوقعات العالمية وعلى رأسها الصين تحسنا ملموساً. ساعدت بيانات الولايات المتحدة القوية الدولار الأمريكي على الارتفاع قليلاً إلا أن الطلب سرعان ما تضائل. على نحو مثير للاهتمام، فشلت عوائد السندات الأمريكية قصيرة الأجل في التكيف من البيانات القوية للولايات المتحدة، مما يشير إلى أن الأسواق لا تزال غير مقتنعة برفع على سعر الفائدة في يونيو.
نحن لا نزال على ثقة إلى حد ما بأن الاحتياطي الفدرالي لن يقوم برفع سعر الفائدة في يونيو، مما يشير إلى أن ارتفاع العملة في الأسواق الناشئة ( بحثاً عن عوائد مرتفعة) والعملات المرتبطة بالسلع الأساسية سوف يستمر. نحن نرجح مراكز البيع الطويلة للراند الجنوب إفريقي والبيزو المكسيكي والريال البرازيلي والوان الكوري مقابل الين الياباني والدولار الأمريكي. نحن نشك بأن البيان المتشائم لرئيسة بنك الاحتياطي الفدرالي جانيت يلين لا يزال يمثل الشعور السائد والمسيطر في أروقة الاحتياطي الفدرالي، والأوضاع العالمية لا تزال ضعيفة ) مخاطر هبوطية بارزة)، كما أن وتيرة التضخم المحلي لا يمثل تهدياً مباشر (على الرغم من أن الاقتصاد الأمريكي لا يزال على المسار السليم). هذا الأسبوع، من المقرر صدور محضر اجتماع لجنة السوق الفدرالية المفتوحة لشهر مارس، والذي من شأنه أن يكون مرادفاً للموقف الحذر الذي أعربت عنه جانيت يلين.
سوف يكون تركيز المتداولين منصباً على تأكيد الأعضاء على التطورات الدولية وعوامل المخاطرة الخارجية، وهذا من شأنه أن يدعم الموقف المتردد لجانيت يلين. باستثناء أي حافز من أوروبا لا يوجد تبرير أساسي للارتفاع المستمر في الدولار الأمريكي في هذه المرحلة حيث أن الأسواق قد اتخذت موقفاً من رفع سعر الفائدة في يونيو من بنك الاحتياطي الفدرالي. من هذا المنطلق التصريحات المتعارضة من الاحتياطي الفدرالي يجعل من فك رموز الرسالة أكثر تعقيداً من المحتمل أن يؤدي إلى بروز التقلبات.