مقدمة:
من أكثر السلع جدالا حول العالم، من أجلهم قامت حروبا و أريقت الدماء قبل اكتشاف النفط نسب الذهب إلى الملوك و الأثرياء والشعور بالفخر لامتلاكه.
إلى أن اكتشف النفط وطغى سواده على بريق الذهب وأصبح من يمتلك النفط يفوق قوة لمن يمتلك الذهب حيث يدخل النفط في العديد من المنتجات بل إلى الآلاف منها.
وتعاظمت العلاقة بين النفط والذهب ودعت المحللين إلى دراستها بشكل أعمق. واعتبروا العلاقة طردية بينهما وخصوصا أن كل منهما يتم تقييمه بالدولار.
فارتفاع قيمة الدولار تؤدي إلى الهبوط في سعريهما والعكس صحيح. وعليه كانت هناك نسب اختلف عليها بعض المحللين إلا أنها بالمجمل وخصوصا في السنوات الثلاث الأخيرة كانت تقارب إلى 1/13 أي أن كل أونصة ذهب تشتري تقريبا 13 برميل من النفط.
إلى أن جاء عام 2016 محملا باقتصاديات تتداعى وملامح أزمة اقتصادية جديدة وانحلت العلاقة الطردية بين الذهب والنفط وانقلبت الموازين وأمست العلاقة الطردية (علاقة عكسية مؤقتة).
لذلك فإن انخفاض أسعار النفط مؤخرا قد سحبت معها المؤشرات والأسهم إلى الأسفل، الأمر الذي دعى إلى التحوط واللجوء إلى الملاذات الآمنة وأهمها الذهب وازداد الطلب عليه وأدى ذلك إلى ارتفاع أسعاره.
ما زالت أسعار النفط في مستويات مخيفة إلى حد ما، ما لم تتجاوز سعر الـ 50 دولار للبرميل. عندها نعيد الترابط والعلاقة الطردية بين الذهب والنفط.
الذهب:
أما عن أسعار الذهب والتي وصلت يوم الخميس إلى سعر 1271 تقريبا ولم تستطع مواصة الصعود و عاودت اختبار مستويات 1255 و 1248 العديد من المرات.
واستطاعت الصمود لتحد من اكتمال تشكيل نموذج رأس وكتفين وهبوط الأسعار إلى مستويات 1230 مرة أخرى. يرجى الإطلاع على الرسم البياني للنموذج.
أما تحليلا على المدى القصير والمتوسط فإن الذهب استطاع التحرر من أول منطقة في تغيير الإتجاه والتي ذكرناها سابقا في تحليلاتنا إلا أنه لم يستطع الصمود والثبات داخل القناة الصاعدة التي شكلها منذ بداية شهر فبراير.
وأقفل يوم الجمعة دونها مما يجعلنا نقف قليلا لمراقبة السعر بين مستوى 1248 و 1262 حيث أن العودة داخل القناة الصاعدة يحتاج الصعود فوق 1262 والثبات، مما قد يعطي دافع أقوى لإكمال مسيرة الصعود و الوصول إلى الأهداف 1284 و 1300 دولار.
أما هبوطا فإن الثبات تحت مستويات 1262 وخصوصا 1248 قد يجعلنا نؤكد تشكيل قناة جديدة هابطة تظهر بالرسم الثاني (مناطق تغيير اتجاه جديدة) قد تدفع الأسعار هبوطا لمستويات 1230 و 1200.
أما النفط:
حافظ النفط على مساره الصحيح ضمن القناة الصاعدة و استطاع اختراق الحاجز النفسي 40 الذي تكلمنا عنه سابقا. ورغم كل المستجدات والبيانات و الأخبار إلا أن النفط لم يعر ذلك الانتباه إلى أي منها وما زال يمضي في مسيرته.
قد شهدنا يوم الجمعة هبوطا قويا تجاوز الدولار و 50 سنتا. إلا أنه برأينا أنه مجرد ردة فعل على اقتراب السعر من مستويات مقاومة عنيفة تظهر بالرسم البياني. بالإضافة أنها عملية تصحيح وجني أرباح روتينية.
يرجى الإطلاع على مستويات الدعم و المقاومة في الرسم البياني.
ملاحظة: هذا المحتوى مجرد آراء وتحليلات المؤلف وليست توصيات مباشرة. القرار النهائي يعود للمستثمر والمضارب في تحديده الإتجاه.