اليورو عرضة لإختبار انهيار واسع النطاق وسط تسجيل اليورو/دولار واليورو/ين

الإنخفاض الطفيف الذي شهده اليورو في الأسبوع السابق أخذ يتحوّل الى تراجع جدّي خلال إقفال تجارات يوم الجمعة. مع إقفال اليورو/دولار دون مستوى 1.3500 وتواجد اليورو/ين دون مستوى 140، تواجه ثاني أكثر عملة سيولة في العالم خطر اختبار تصفيات مباشرة و أكبر في الأسبوع القادم. وفي حين كانت الفنّيات ضرورية لبدء تغيّر الأحداث، من الضروري بروز تطوّر أساسي رئيسي من أجل استمرار هذا الواقع. إنّ المسألتين الأكثر إلحاحًا المهيمنتين في السوق حاليًا- استقرار السوق المالية واتّجاهات السايسة النقدية النسبية- تعزّزان الآفاق الهبوطية لليورو.

الخطر الأكبر الذي يهدّد اليورو هو الخطر عينه الذي يواجهه مؤشر S&P500 وأزواج الين: نفور المخاطر المركّز. لماذا قد نصنّف ثاني أكثر عملة سيولة في العالم مع العملات ذات العائدات الأعلى وتلك غير المستقرّة على الصعيد الأساسي؟ يعزى ذلك الى تدفقات رؤوس الأموال الفائضة. وعلى غرار أداء أسواق الأسهم الأميركية- ولكن على نطاق أضيق- جذبت بعض أخطر الأصول في أوروبا موجة ثابتة من الإستثمارات الأجنبية. على وجه الخصوص، استقطبت سندات الخزانة في محيط منطقة اليورو (أسباينا، إيطاليا، اليونان...) المستثمرين العالميين الذين يبحثون عن عائدات أعلى.

وفي مناخ مضاربة حيث العائدات العالمية متدنّية تاريخيًا، تمّ فحص تهديدات خطر الصدمات السلبية في السوق عن طريق نهج حوافز المصرف المركزي ويتعيّن على مدراء الأموال قهر المعايير المستحيلة مثل S&P500؛ تبدو الديون الحكومية في منطقة اليورو جاذبة على وجه الخصوص. بعد أن قوّض الساسة في النهاية الذعر من اقتراب الإفلاس أو خروج إحدى الدول الأعضاء من الإتّحاد الأوروبي، وجد المستثمرون الطموحون حسومات ملحوظة في ديون المنطقة.

هذا وعلى غرار الذروات القياسية التي سجّلتها الأسهم، ثمّة نقطة "التشبّع المفرط". تقترب عائدات الدول المحيطة من قيع أعوام عدّة حيث تتواجد معدّلات العامين للسنداتالأسبانية والإيطالية عند قيع تاريخية. يعتبر هذا مهمًا نظرًا الى تواجد معدّل البطالة الأسباني عند ذروة قياسية (فوق 25%) والديون التي تثقل كاهل إيطاليا. من المحتمل أن تكون المكاسب الإضافية التي ستحقّق على هذه الأصول محدودة بالمضي قدمًا. في حال بقيت الأمور على حالها في الأسواق المالية العالمية، من المرجّح أن يجد اليورو التوازن.

إنّ تزايد التذبذبات والعلاقة المرتبطة القائمة بين فئات الأصول المختلفة خلال الأسابيع القليلة الماضية يشير الى تزعزع الثقة والى إمكانية اختبارها تصحيح حادّ. في حال تعثّرت الثقة، سيتمّ الإبتعاد بشكل سريع عن الأصول المضطربة. سيقع التنامي الأخير للشهية الأوروبية بكل تأكيد ضحية مثل هذا التغيير.

في غياب موجة نفور مخاطر مشتركة، ستبقى آفاق اليورو سلبية على الأرجح. المسألة الأساسية الأخرى المهيمنة في سوق الفوركس هي السياسة النقدية النسبية. في قرار فائدته الأخير في نوفمبر، قرّر البنك المركزي الأوروبي تخفيض معدّلات الفائدة ردًا على التراجع المفاجىء للتضخّم. في الأسبوع المنصرم، بلغت قراءة مؤشر أسعار المستهلك في منطقة اليورو قاع 0.7% التاريخي، بينما بقيت البطالة ثابتة عند ذروة 12.1% التاريخية.

مع اقتراب اجتماع سياسة هذا الأسبوع، من المستبعد بروز تخفيض جديد- سواء على معدّل الفائدة الرئيسي أو معدّل الودائع. فإنّ أي تيسير من هذا النوع سيكون غير فعّال. علاوة على ذلك، إنّ ذلك لا يجيب على القلق الأبرز. ومع انتهاء برامج إنقاذ الدول التي ساعدتها الترويكا، سيكون النمو متفاوتًا الى حدّ كبير ويتقلّص إقراض الأعمال وترتفع عائدات الأجل القريب وتشحّ السيولة. لذلك، هنالك فرص وفيرة لكي يدرج البنك المركزي الأوروبي برنامج حوافز جديد. EUR/USD الرسم البياني " title="EUR/USD الرسم البياني " width="624" height="296">