USD/EGP USDEGP USD-EGP
أستعرضنا بالمقال السابق " رؤية تحليله لحركة الجنية المصري أمام الدولار " تحليل تاريخي و فني و سوقي للجنية .. و رجحنا منه أتجاه الدولار على المدي القصير و المتوسط و البعيد .. و مازالت الرؤية ثابته لم تتغير .. عاد البترول السعودي ، و حقول الغاز على وشك الانتاج ، و الطلب على السلع المستوردة المعمرة ( سيارات ،.... ) شبه منعدم ، بينما خطوات الحكومة لتحفيز الاستثمار و محاربة البيروقراطية و الفساد لا ترقى للمستوي ... و الدولار عالميا ايضا ينقلب اخيرا على الموجة الصاعدة المستمرة من شهور كثيرة..... و عليه الرؤية على المدي القصير و المتوسط لم تتغير .
أما بهذا المقال فسنناقش وضع المنافسة بين السوق الرسمية و السوق الموازية ..
السوق السوداء كانت دائما جزء من النظام المصرفي المصري .. كان هناك أتفاق ضمني على ان تعمل السوق السوداء بحدود ٣٪ الي ١٠ ٪ من السعر الرسمي .. و لكن منذ عام تقريبا و مع الأزمة الخانقة التي كانت تمر بها مصر و الزيادة الفاجعة للطلب على الدولار .. خرجت السوق السوداء عن السيطرة و بدأت بتجاوز ١٠٪ و كلما زاد هامش ربح السوق السوداء كلما جذبت عدد أكبر من المضاربين و خلقت طلب أكبر على العمله ..
لجات الدوله للحل الأمني ... و لكن السوق كانت قد انتقلت بالفعل من الشارع الي شبكة فعاله غيرمنظمة تعمل من المنازل و الهواتف و الانترنت ... و مع أتساع الفجوه ، تحولت من سوق سوداء تخيف المتعاملين معها الي سوق موازية حقيقية و أمنه و تبالغ في تقدير قيمة الدولار مما يجذب الأفراد للتعامل معها اكثر و اكثر..
كل ذلك و أيدي البنك المركزي مكبلة بسعر الصرف الثابت و الضعف الشديد بالاحتياطي الاجنبي و ضعف السيطرة على شركات الصرافة ..
و بأقرار تحرير سعر الصرف بدأت المباراة الحقيقية بين السوق الرسمية و الموازية ..
- ظهور السوق الموازية فور وصول الدولار الي ١٦جم لم يكن مفاجأة و لكن المفاجأة كانت في المضاربة العنيفة في الصعود بالسعر مرة اخرى الي ١٨ ...مما اجبر البنوك على اللهاث مرة اخري الي ١٨ لتغلق الطريق على الموازية ..
- كذلك أستمرار الأسعار الرسمية حول ١٨ جم رغم حاله التشبع الواضحة بالسوق هو جزء من إجراءات البنك المركزي للضغط على المستوردين و المستهلكين و لتضييق الخناق على السوق الموازية .. فأمامهم الان خياران ..
- + اما التوقف عن العمل و خسارة العملاء و ترك الساحة للبنوك.
- + أو استمرار جمع العمله بالرغم من انخفاض طلبات المستوردين و تحمل مخاطرة استمرار انخفاض الطلب وإمكانية انخفاض السعر بالبنوك مرة اخري الي ١٦ و تيسيير إجراءات صرف الدولار ..
و لكن هل يستطيع السوق الرسمي بالفعل أن يهزم و يوقف السوق الموازية تماما ؟
كما استعرضنا بالتحليل السابق الإجابة على المدي القصير هي (( لا )) ..
الحل الوحيد لأيقاف السوق الموازية هو تدبير الدولار للأفراد من البنوك بدون الحاجة الي تقديم مستندات .. و هذا صعب على المدى القصير ...
هدف المباراة هنا ليس الهزيمة .. و انما التروييييض و تحويل السوق الموازية مرة اخرى الي السوق السوداء ..
البنك المركزي يحاول ترويض السوق الموازية ليحجمها عند ٣٪ الي ٧٪ اعلى من السعر الرسمي ولا تتجاوزه ...
ثم بتشديد القبضة الأمنية قليلا على الأفراد و تجريم التعامل مع السوق الموازية و حمله إعلامية تدعم ذلك .. تتحول السوق الموازية مرة اخرى الي السوق السوداء المرعبة الخطرة و يتحول الأفراد الي الخيار الطبيعي الأمن بالبنوك و ان كان اقل بنسبة بسيطة ..
يعود السؤال .. هل انتهت المباراة بين الدولار و الجنية ؟ و بلغة البورصة " هو جيم الدولار خلص ؟ "
و الإجابة هي " نعم " .. أظن ان ٨٠٪ من جوله الدولار/جنية الحالية انتهت و أغلب كبار المستوردين و المضاربين قد صرفوا كمياتهم على الأسعار أعلى١٨ جم .. و لا صعود قريب فوق هذة المستويات .. و إنما توقعنا ان تدور الإسعار هذا العام حول ١٤.٥ الي ١٨ ..
و الكرة الأن في ملعب الحكومة ... بالمحافظة على أستقرار الأوضاع الاقتصادية و تحسين بيئة الاستثمار ..حتى تستقر الاوضاغ و لا تتجدد الازمة .
وبالمقال القادم نتحدث عن احد الموضوعين :
- + كوّن سعر صرف الدولار " عَرَض" و ليس " مرض " و كيف يكون العلاج الحقيقي لمسببات المرض و ليس الاعراض .
- + افضل فرص الاستثمار الحالية مقارنة بين ( جنية ، دولار ، شهادات بنكية ، اسهم ، ذهب ، مشروعات استثمارية )
رابط المقال السابق ( رؤية تحليلية لحركة الدولار أمام الجنية المصري ( تاريخية - فنية - سوقية ) )
لمتابعة التعليقات و تحليلات السوق اول بأول Follow حسابي على فيسبوك Ahmed Doghim